كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 6)

الصلاة والصوم، ومثله قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر" (¬1) (¬2).
والمراد بفتنة الرجل بجاره أيضًا وأهله ما يعرض له معهم من شر أو حزن أو ترك حق وشبه ذلك.
رابعها:
إنما علم عمر أنه الباب؛ لأنه كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - عَلَى حراء، ومعه أبو بكر وعثمان، فرجف بهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اثبت حراء فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان" (¬3)، وفهم ذَلِكَ من قول حذيفة حين قَالَ: بل
¬__________
= منها حديث وقوع سلمة بن صخر على أهله وهو صائم، يأتي برقم (1936) كتاب: الصوم، باب: إذا جامع في رمضان.
وحديث هبة أبي النعمان بشير لابنه النعمان وعدم مساواته بإخوته ويأتي برقم (2586) كتاب: الهبة، باب: الهبة للولد.
فهذان الحديثان يبينان ما يقترف الرجل من الذنوب بسبب فتنة الأهل والولد.
(¬1) رواه مسلم (233) كتاب: الطهارة، باب: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة، والترمذي (214)، وابن ماجه (1086)، وأحمد 2/ 229، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(¬2) سبق ابن بطال المؤلف إلى القول بهذا المعنى. فانظر الكلام على فتنة الرجل في أهله وماله من "شرحه" 2/ 154 فستجده بألفاظ وسياق مقارب لما هنا مقاربة شديدة.
(¬3) رواه مسلم (2417) كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما، والترمذي (3696)، ولفظه عندهما: "فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد". والنسائي في "الكبرى" 5/ 59 (8207) وفيه: "اهده" بهاء السكت، وأحمد 2/ 419، وابن أبي عاصم في "السنة" 2/ 607 (1441 - 1442)، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، ورواه ابن أبي عاصم في "السنة" 2/ 607 (1438) بلفظ المصنف عن أنس - رضي الله عنه -.
قلت: سيأتي برقم (3675) كتاب: فضائل الصحابة، باب: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -"لو كنت متخذًا خليلًا" عن أنس بلفظ: "اثبت أحد ... " الحديث. =

الصفحة 109