وفيه: أن الأسطوانة سترة وهي أولى من العنزة، وأن الأسطوانة ينبغي أن تكون أمامه، ولا تكون إلى جنبه لئلا يتخلل الصفوف شيء، فلا يكون له سترة.
وادعى شيخنا علاء الدين في "شرحه" أن هذا الحديث ليس فيه التصريح بالصلاة عند السواري وهو عجيب منه، وشيخنا قطب الدين إنما ذكر في حديث أنس أنه ليس فيه صريح الركعتين قبل المغرب فنقله إلى هذا وحَرَّف.
الحديث الثاني: حديث سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَنَسٍ: لَقَدْ رَأَيْتُ كِبَارَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَبْتَدِرُونَ السَّوَارِيَ عِنْدَ المَغْرِبِ. وَزَادَ شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَنَسٍ: حَتَّى يَخْرُجَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -.
وهذا الحديث يأتي في الأذان أيضًا (¬1).
ورواه مسلم من حديث عبد العزيز بن صهيب، والمختار بن فلفل عن أنس كما يأتي (¬2).
وفي بعض النسخ بدل سفيان شعبة، وكلاهما رويا، عن عمرو؛ نبه عليه ابن عساكر في "أطرافه" وعمرو هذا أنصاري كوفي (¬3)، وليس والد أسد كما وقع فيه أبو داود ونبه عليه المزي (¬4)؛ ذاك يروي عن الحسن
¬__________
(¬1) سيأتي برقم (625) باب: كم بين الأذان والإقامة ..
(¬2) مسلم (837) كتاب: صلاة المسافرين، باب: بين كل أذانين صلاة.
(¬3) عمرو بن عامر، الأنصاري الكوفي، يروي عن أنس، ويروي عنه الثوري، وشعبة، وأبو الزناد، وغيرهم. وثقه النسائي وابن حبان، وقال أبو حاتم: صالح الحديث. انظر ترجمته في: "التاريخ الكبير" 6/ 356 (2624)، "الجرح والتعديل" 6/ 249 - 250 (1376)، "الثقات" لابن حبان 5/ 182، "تهذيب الكمال" 22/ 92 - 93 (4392).
(¬4) "تهذيب الكمال" 22/ 93 (4393).