كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 6)

فرع: لو اجتمع عبد فقيه وحر غير فقيه، فثلاثة أوجه: أصحها أنهما سواء، ويترجح من قال: العبد الفقيه أولى بما سيأتي: أن سالمًا مولى أبي حذيفة كان يؤم المهاجرين الأولين في مسجد قباء، فيهم عمر وغيره؛ لأنه كان أكثرهم قرآنًا (¬1). وأما إمامة المولى فقد عرفته آنفًا.
وأما إمامة ولد البغي، وهو ولد الزنا، فأجاز إمامته النخعي -وقال: رُب عبد خير من مولاه- والشعبي، وعطاء، والحسن. وقالت عائشة: ليس عليه من وزر أبويه شيء، ذكره ابن أبي شيبة عنه (¬2).
وإليه ذهب الثوري والأوزاعي، وأحمد، وإسحاق، وعيسى بن دينار، ومحمد بن الحكم (¬3)، وكرهها عمر بن عبد العزيز، ومجاهد (¬4)، ومالك إذا كان راتبا (¬5). وذكر في "المبسوط" الجواز، وقال: غيره أحب إليَّ؛ لأنه ليس له من يفقهه، فيغلب عليه الجهل (¬6). وقيل: لئلا يؤذى بالألسنة ويأثم الناس (¬7). ولا تكره إمامته عندنا، خلافًا للشيخ أبي حامد والعبدري (¬8).
¬__________
= سكن الشام مرابطًا، ناشرًا للعلم احتسابًا، قال النسيب: هو ثقة فقيه مقرئ محدث، من مصنفاته: كتاب "البسملة" وكتاب "غسل الرجلين" وله تفسير كبير شهير.
انظر تمام ترجمته في: "وفيات الأعيان" 2/ 397،: "سير أعلام النبلاء" 17/ 645 (436)، "الوافي بالوفيات" 15/ 334، "شذرات الذهب" 3/ 275.
(¬1) الحديث الآتي (692).
(¬2) "المصنف" 2/ 29 - 30 (6087، 6093، 6095).
وليس فيه عن إبراهيم قوله: رب عبد ...
(¬3) انظر: "الاستذكار" 2/ 168.
(¬4) رواه عنهما ابن أبي شيبة 2/ 30 (6096 - 6097).
(¬5) انظر: "الاستذكار" 2/ 167، "المجموع" 4/ 183.
(¬6) "المبسوط" 1/ 41.
(¬7) انظر: "الاستذكار" 2/ 167، "المنتقى" 1/ 235.
(¬8) انظر: "المجموع" 4/ 181.

الصفحة 527