كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 6)

الدين في "شرحه"، قال: وضبطه بعضهم بفتح العين والصاد- موضع بقباء، كما سلف في الحديث (¬1)، وكذا قاله البكري (¬2)، لكنه ساقه (¬3) من طريق بلفظ: المعصب، ثم قال كذا ثبت في متن الكتاب، وكتب الأصيلي عليه: العصبة مهملًا غير مضبوط.
ثم ذكر البخاري أيضًا حديث أبي التياح -بفتح المثناة فوق ثم مثناة تحت- يزيد بن حميد الضبعي عن أنس، عَن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنِ اسْتُعْمِلَ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ".
ويأتي إن شاء الله قريبًا (¬4)، وفي الأحكام أيضًا (¬5)، وهو دال لما ترجم له البخاري أيضًا.
وقال ابن الجوزي: إنما هو في العمال والأمراء دون الأئمة والخلفاء، فإن الخلافة لقريش لا مدخل فيها للحبشة؛ لقوله - عليه السلام -: "لا يزال هدا الأمر في قريش" (¬6) وإنما للأئمة تولية من يرون فيجب طاعة ولاتهم. وصغر الرأس معروف في الحبشة، فلذلك قال: "كأن رأسه زبيبة" قلت: ويحتمل أنه يريد سواد رأسه أو قصر شعرها، واجتماع بعضه وتفرقته حتى يصير كالزبيب. قال ابن التين: وفي الحديث النهي عن القيام على السلاطين وإن جاروا؛ لأن قيام القائم
¬__________
(¬1) هو في حديث الباب.
(¬2) "معجم ما استعجم" 3/ 946، وانظر أيضًا: "معجم البلدان" لياقوت 4/ 128.
(¬3) ورد بهامش الأصل ما نصه: ذكر فتح العين والصاد من طريق البخاري ومسلم، ابن الأثير في "النهاية".
(¬4) برقم (696).
(¬5) يأتي برقم (7142) باب: السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية.
(¬6) سيأتي برقم (3501) كتاب: المناقب، باب: مناقب قريش.

الصفحة 533