قلت: وصلى خلفه ابن أبي ليلى وسعيد بن جبير وخرج عليه (¬1).
وقال البخاري: وَقَالَ لَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: ثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، ثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عَدِيِّ بْنِ الخِيَارِ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ وَهْوَ مَحْصُورٌ فَقَالَ: إِنَّكَ إِمَامُ عَامَّةٍ، وَنَزَلَ بِكَ مَا تَرى، وَيُصَلِّي لَنَا إِمَامُ فِتْنَةٍ وَنتَحَرَّجُ. فَقَالَ: الصَّلَاةُ أَحْسَنُ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ، فَإِذَا أَحْسَنَ النَّاسُ فَأَحْسِنْ مَعَهُمْ، وَاِذَا أَسَاءُوا فَاجْتَنِبْ إِسَاءَتَهُمْ.
¬__________
= ولما خرج المصنف -رحمه الله- هذا الأثر في "البدر المنير" 4/ 520 قال: أثر صحيح رواه البخاري في "صحيحه"، وكذلك عزاه أيضا في "خلاصة البدر" 1/ 198 (691). وكذا الحافظ في "التلخيص" 2/ 43 عزاه للبخاري. وما أخرجه البخاري (1660) ليس صريح الدلالة- كما قلنا.
ولما خرج الألباني -رحمه الله- هذا الأثر والحديث في "الإرواء" 2/ 303 (525) نقل عزو الحافظ للحديث في "التلخيص" للبخاري، ثم قال: ولم أجده عنده حتى الآن!
وكذلك ذهل عنه الأستاذ حمدي عبد المجيد السلفي؛ وذلك لأنه لما عزاه المصنف في "خلاصة البدر" للبخاري، عزاه هو في الهامش للبيهقي 3/ 121 - 122 فكأنه لم يتوصل إليه عند البخاري.
والأثر رواه صريحًا ابن أبي شيبة 2/ 154 (7558) عن عمير بن هانئ، قال: شهدت ابن عمر والحجاج محاصر ابن الزبير، فكان منزل ابن عمر بينهما، فكان ربما حضر الصلاة مع هؤلاء وربما حضر الصلاة مع هؤلاء.
قال الألباني في "الإرواء" 2/ 303: سند صحيح على شرط الستة.
وبنحوه رواه البيهقي 3/ 121 - 122 عن عمير بن هانئ، بأطول من حديث ابن أبي شيبة، وفيه تصريح أوضح بالصلاة وراءه.
ورواه الشافعي في "مسنده" 1/ 109، ومن طريقه البيهقي 3/ 121 عن نافع أن ابن عمر اعتزل بمنى في قتال ابن الزبير والحجاج، فصلى مع الحجاج.
(¬1) رواه عنهما ابن أبي شيبة 2/ 154 - 155 (7566، 7571).