كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 6)

روى إسماعيل القاضي في "أحكامه" في هذِه الآية من طريق حمران عن عثمان مرفوعًا: "من علم أن الصلاة عليه حقًّا يقينًا واجبًا مكتوبًا دخل الجنة" (¬1).
وعن عكرمة عن ابن عباس: {كِتَابا مَوْقُوتًا}: موجبًا (¬2)، وكذا رواه من طرق.
وقوله: (وقته عليهم) قال ابن التين: رويناه عن البخاري بالتشديد، وهو في اللغة بالتخفيف، ويدل على صحته موقوتًا؛ إذ لو كان مشددًا لكان موقتًا. تقول: وقته فهو موقوت إذا بين للفعل وقتًا يفعل فيه.
والمواقيت جمع ميقات، وهو الوقت المضروب للفعل والموضع (¬3).
ثم ذكر البخاري بإسناده إلى ابن شهاب: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا .. الحديث بطوله.
¬__________
(¬1) رواه عبد بن حميد في "المنتخب" 1/ 105 (49)، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على مسند أبيه" 1/ 60، والبزار في "مسنده" 2/ 87 (440) وقال: هذا حديث مرفوع لا نعلم روي إلا عن عثمان، والحاكم 1/ 72، والبيهقي 1/ 358، وفي "شعب الإيمان" 3/ 39 - 40 (2808) وقد زاد محققها في الإسناد: حدثنا أبي- بعد عبد الله بن أحمد موهمًا أن الحديث من "مسند أحمد" وليس هو كذلك كما ورد في "مجمع الزوائد" 1/ 288. فليستدرك من هنا. وقال الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (382): حسن لغيره، وقال: رواه أبو يعلى وعبد الله ابن الإمام أحمد في زياداته على "المسند"، والحاكم وصححه وليس عند ولا عن عبد الله لفظه "مكتوب".
(¬2) رواه الطبري في "تفسيره" 4/ 262 (10400).
(¬3) قال ابن منظور في "لسان العرب" 8/ 4887. مادة: وقت: وَقَّت الشيء يوقَّته، وَوَقَتهُ يقتُهُ إذا بيَّن حده، ثم اتُّسِعَ فيه فأطلق على المكان، فقيل للموضع: ميقات، وهو مفعال منه، وأصله مِوْقات، فقلبت الواو ياءً لكسرة الميم.

الصفحة 92