كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 6)

قال فدخلت على أُم سَلَمة أستشيرها فقالت إني لأراها بيعة ضلالة وقد أمرت أخي عَبد الله بن أَبي أُمَيَّة أن يأتيه فيبايعه قال فأتيته فبايعتُه.
ويحتمل في هذا أيضًا أن يكون الصواب فأمرت بن أخي وإلى ذلك نحا ابن عَبد البَرِّ في التمهيد. قال مصعب الزبيري كان عَبد الله بن أَبي أُمَيَّة شديدا على المسلمين وهو الذي قال للنبي صَلى الله عَلَيه وسَلم لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا، وكان شديد العداوة له ثم هداه الله إلى الإسلام وهاجر قبل الفتح فلقي النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم بطرف مكة هو، وأَبو سفيان بن الحارث.
وبنحو ذلك ذكر بن إسحاق قال فالتمسا الدخول عليه فمنعهما فكلمته أُم سَلَمة فقالت يا رسول الله بن عمك تعني أبا سفيان، وابن عمتك تعني عَبد الله فقال لا حاجة لي فيهما أما بن عمي فهتك عرضي وأما بن عمتى فقال لي بمكة ما قال ثم أذن لهما فدخلا وأسلما وشهدا الفتح وحنينا والطائف.
وقال الزبير بن بكار كان أَبو أمية بن المغيرة يدعى زاد الركب، وكان ابنه عَبد الله شديد الخلاف على المسلمين ثم خرج مهاجرا فلقي النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم بين السقيا والعرج هو، وأَبو سفيان بن الحارث فأعرض عنهما فقالت أُم سَلَمة لا تجعل بن عمك، وابن عمتك أشقى الناس بك.

الصفحة 21