كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 6)
وأخرج الزبير، عَن عَبد الله بن نافع قال خطب معاوية فدعا الناس إلى بيعة يزيد فكلمه الحسين بن علي، وابن الزبير وعبد الرحمن بن أبي بكر فقال له عبد الرحمن أهرقلية كلما مات قيصر كان قيصر مكانه لا نفعل والله أبدا.
وبسند له إلى عبد العزيز الزُّهْرِيّ قال بعث معاوية إلى عبد الرحمن بن أبي بكر بعد ذلك بمِئَة ألف فردها وقال لا أبيع ديني بدنياي.
وخرج إلى مكة فمات بها قبل أن تتم البيعة ليزيد، وكان موته فجأة من نومه نامها بمكان على عشرة أميال من مكة فحمل إلى مكة ودفن بها ولما بلغ عائشة خبره خرجت حاجة فوقفت على قبره فبكت وأنشدت أبيات متمم بن نويرة في أخيه مالك ثم قالت لو حضرتك دفنتك حيث مت ولما بكيتك.
قال ابن سعد وغير واحد مات سنة ثلاث وخمسين وقال يحيى بن بكير سنة أربع وقال أَبو نُعَيْم: سنة ثلاث وقيل خمس وقيل ست وقال أَبو زُرعة الدمشقي مات سنة قدم معاوية المدينة لأخذ البيعة ليزيد وماتت عائشة بعده بسنة سنة تسع وخمسين.
وَقال ابن حِبَّان: مات سنة ثمان وقال البُخَارِيُّ: مات قبل عائشة وبعد سعد قاله لنا أَحمد بن عيسى بسنده.