كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 6)
وأَخرجه ابن أبي عاصم، وابن السَّكَن من طريق سويد بن عبد العزيز، عَن أبي عَبد الله البحراني، عَن القاسم بن عبد الرحمن، عَن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني قال خمس حفظتهن من رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم لا صفر ولا هامة ولا عدوي ولا يتم شهران ستين يوما ومن أخفر ذمة الله لم يرح رائحة الجنة.
وهذه الأحاديث وإن كان لا يخلو إسناد منها من مقال فمجموعها يثبت لعبد الرحمن الصحبة فعجب من قول ابن عَبد البَرِّ حديثه منقطع الإسناد مرسل لا تثبت أحاديثه ولا تصح صحبته.
وتعقبه ابن فتحون وقال لا أدري ما هذا فقد رواه مَروان بن محمد الطاطري، وأَبو مسهر كلاهما، عَن ربيعة بن يزيد أنه سمع عبد الرحمن بن أبي عميرة أنه سمع رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم يقول.
قلت: قد ذكر من أخرج الروايتين وفات ابن فتحون أن يقول هب أن هذا الحديث الذي أشار إليه ابن عَبد البَرِّ ظهرت له فيه علة الانقطاع فما يصنع في بقية الأحاديث المصرحة بسَمَاعَهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم فما الذي يصحح الصحبة زائدا على هذا مع أنه ليست للحديث الأول علة الاضطراب فإن روايته ثقات فقد رواه الوليد بن مسلم وعمر بن عبد الواحد، عَن سعيد بن عبد العزيز فخالفا أبا مسهر في شيخه قالا سعيد، عَن يونس بن ميسرة، عَن عبد الرحمن بن أبي عميرة أَخرجه ابن شَاهِين من طريق محمود بن خالد عنهما وكذا أَخرجه ابن قانع من طريق زيد بن أبي الزرقاء، عَن الوليد بن مسلم.