كتاب صحيح وضعيف تاريخ الطبري (اسم الجزء: 6)

الأرضَ بعده، ومساكنَ كلِّ فريق منهم، وأيّ ناحية سكن من البلاد. وكان ممن طغا وعتا على الله عزّ وجلّ بعد نوح، فأرسل الله إليهم رسولًا فكذبوه وتمادوا في غيِّهم، فأهلكهم الله هذان الحيان من إرم بن سام بن نوح: أحدهما عاد بن عَوْص بن إرم بن سام بن نوح، وهي عاد الأولى، والثاني ثمود بن جاثر بن إرم بن سام بن نوح، وهم كانوا العربَ العاربة (١). (١: ٢١٦).
٣٣٧ / ب- فأما عاد فإنّ الله عزّ وجلّ أرسل إليهم هودَ بن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد بن عَوْص بن إرم بن سام بن نوح. ومن أهل الأنساب مَنْ يزعم: أن هودًا هو عابر بن شالخ بن أرفَخْشَد بن سام بن نوح، وكانوا أهلَ أوثان ثلاثة يعبدونها، يقال لإحداها: صدّاء، وللآخر صمود، وللثالث الهباء. فدعاهم إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة دون غيره، وتَرْك ظلم الناس، فكذَّبوه وقالوا: مَن أشدُّ منا قوّة! فلم يؤمن بهودٍ منهم إلّا قليل، فوعظهم هود إذ تمادوْا في طغيانهم، فقال لهم: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (١٢٨) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (١٢٩) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (١٣٠) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٣١) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (١٣٢) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (١٣٣) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٣٤) إِنِّي أَخَافُ عَلَيكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}.فكان جوابهم له أن قالوا: {سَوَاءٌ عَلَينَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ}. وقالوا له: {يَاهُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (٥٣) إِنْ نَقُولُ إلا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ}، فحبس الله عنهم -فيما ذكر- القَطْرَ سنين ثلاثًا؛ حتى جهِدوا، فأوفدوا وفدًا ليستسقوا لهم (٢). (١: ٢١٦/ ٢١٧).
٣٣٨ - وأما ابن إسحاق فإنه قال كما حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة عنه: أن عادًا لما أصابهم من القحط ما أصابهم قالوا: جهِّزوا منكم وفدًا إلى مكة فيستسقوا لكم، فبعثوا قَيل بن عتر ولُقَيم بن هزّال بن هزيل بن عُتَيل بن صدَّ بن عاد الأكبر، ومَرْثَد بن سعد بن عُفير - وكان مسلمًا يكتم إسلامه - وجُلْهُمَةَ بن الخبيريّ، خال معاوية بن بكر أخا أمه، ثم بعثوا لقمان بن عاد ابن فلان ابن فلان ابن صدّ بن عاد الأكبر، فانطلق كلُّ رجل من هؤلاء القوم معه رهط من قومه، حتى بلغ عدةُ وفدهم سبعين رجلًا، فلما قدموا مكة نزلوا على معاوية بن
---------------
(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.

الصفحة 152