كتاب معرفة السنن والآثار للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 6)
7 @وقال : {وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة}.
فأعلمهم أن فرضه الجهاد على الكفاية من المجاهدين.
قال الشافعي : ولم يَغْزُ رسول الله صلى الله عليه وسلم غزاة علمتها إلا تخلف فيها عنه يسيراً فغزا بدراً وتخلف عنه رجال معروفون وكذلك تخلف عنه عام الفتح وغيره من غزواته وقال في غزاة تبوك وفي تجهيز الجمع للروم.
ليخرج من كل رجلين رجل فيخلف الباقي الغازي في أهله وماله.
قال في موضع آخر : وخلف آخرين حتى خلف علي بن أبي طالب في غزاة تبوك.
قال ها هنا : وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيوشاً وسرايا تخلف عنها بنفسه مع حرصه على الجهاد.
قال الشافعي : فدل كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أن فرض الجهاد إنما هو على أن يقوم به من فيه كفاية للقيام به.
قال الشافعي : وأبان أن لو تخلفوا معاً أثموا معاً بالتخلف لقوله : {إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما}.
يعني - والله أعلم - إلا أن تركتم النفير كلكم عذبتكم.
الصفحة 517
566