كتاب معرفة السنن والآثار للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 6)

عما اختار المسلمون ودخل معهم فيه ؟ وأما ما ذكر من أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يمسكن الناس عليّ بشيء فإني لا أحل لهم إلا ما أحل الله ولا أحرم عليهم إلا ما حرم الله.
فما أحل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط لله فيه حكم إلا بما أحله الله وكذلك ما حرم شيئاً قط لله فيه حكم إلا بما حرم وبذلك أمر وكذلك افترض عليه.
قال الله جل ثناؤه {فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم}.
ففرض عليه الاستمساك بما أوحي إليه وشهد له بأنه على صراط مستقيم.
وكذلك قال {ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم}.
فأخبر أبه فرض عليه أتباع ما أنزل وشهد له بأنه هادي مهتدي.
وكذلك يشهد له.
وأما قوله : لا يمسكن الناس عليّ بشيء.
فإن الله أحل له أشياء حذرها على غيره من عدد النساء وأن يأتهب المرأة من غير مهر وفرض عليه أشياء خففها عن غيره مثل فرضه عليه أن يخير نساءه ولم يفرض هذا على غيره فقال : لا يمسكن الناس عليّ بشيء.
يعني : مما خُص به دونهم.

الصفحة 527