كتاب معرفة السنن والآثار للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 6)

وكذلك روي عن أبي بكر وعمر.
فأما ما احتج به من أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقسم غنائم بدر حتى ورد المدينة وما ثبت من الحديث إن قال والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أسهم لعثمان وطلحة ولم يشهدا بدراً.
فإن كان كما قال فهو يخالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه لأنه يزعم أنه ليس للإمام أن يعطي أحداً لم يشهد الوقعة ولم يكن مدداً على الذين شهدوا الوقعة ببلاد الحرب.
وقد زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى هذين ولم يكونا مدداً ولم يشهدا الوقعة.
وليس كما قال : قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم بدر بسير شعب من شعاب الصفراء قريب من بدر.
وكانت غنائم بدر كما روى عبادة بن الصامت عنهما المسلمون قبل تنزل الآية في سورة الأنفال فلما تشاحوا عليها انتزعها الله من أيديهم بقوله {يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم}.
وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كلها خالصاً وقسمها بينهم وأدخل معهم ثمانية نفر لم يشهدوا الوقعة من المهاجرين والأنصار وهم بالمدينة وإنما أعطاهم من ماله وإنما نزلت {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} بعد غنيمة بدر.
ولم يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أسهم لخلق لم يشهدوا الوقعة بعد نزول الآية.

الصفحة 541