كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري (اسم الجزء: 6)

ونقل التّرمذيّ عن البخاريّ أنّه قال: لا يعلم أنّ أبا السّنابل عاش بعد النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، كذا قال، لكن جزم ابن سعد أنّه بقي بعد النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - زمناً.
وقال ابن منده في " الصّحابة ": عداده في أهل الكوفة، وكذا قال أبو نعيمٍ أنّه سكن الكوفة.
وفيه نظرٌ , لأنّ خليفة قال: أقام بمكّة حتّى مات، وتبعه ابن عبد البرّ.
ويؤيّد كونه عاش بعد النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قول ابن البرقيّ: أنّ أبا السّنابل تزوّج سبيعة بعد ذلك، وأولدها سنابل بن أبي السّنابل.
ومقتضى ذلك أن يكون أبو السّنابل عاش بعد النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، لأنّه وقع في رواية عبد ربّه بن سعيد عن أبي سلمة , أنّها تزوّجت الشّابّ، وكذا في رواية داود بن أبي عاصم , أنّها تزوّجت فتىً من قومها.
وتقدّم أنّ قصّتها كانت بعد حجّة الوداع فيحتاج , إن كان الشّابّ دخل عليها ثمّ طلَّقها , إلى زمان عدّة منه ثمّ إلى زمان الحمل حتّى تضع وتلد سنابل حتّى صار أبوه يكنّى به أبا السّنابل.
وقد أفاد محمّد بن وضّاحٍ فيما حكاه ابن بشكوالٍ وغيره عنه , أنّ اسم الشّابّ الذي خطب سبيعة هو وأبو السّنابل فآثرته على أبي السّنابل أبو البشر بن الحارث، وضبطه بكسر الموحّدة وسكون المعجمة.
وقد أخرج التّرمذيّ والنّسائيّ قصّة سبيعة من رواية الأسود عند

الصفحة 48