كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري (اسم الجزء: 6)

عند النّسائيّ " وهو يكلّمه ". وفي مرسل حبيب بن أبي ثابت " فلمّا أقبل أسامة , ورآه النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تكلّمني يا أسامة ".
قوله: (فقال: أتشفع في حدٍّ من حدود الله) بهمزة الاستفهام الإنكاريّ , لأنّه كان سبق له منع الشّفاعة في الحدّ قبل ذلك.
زاد يونس وشعيب , فقال أسامة: استغفر لي يا رسولَ الله " ووقع في حديث جابر عند مسلم والنّسائيّ , أنّ امرأة من بني مخزوم سرقت، فأتي بها النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فعاذت بأمّ سلمة. بذالٍ معجمة , أي: استجارت. أخرجاه (¬1) من طريق معقل بن يسار عن عبيد الله عن أبي الزّبير عن جابر.
وذكره أبو داود تعليقًا، والحاكم موصولاً من طريق موسى بن عقبة عن أبي الزّبير عن جابر: فعاذت بزينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال المنذريّ: يجوز أن تكون عاذت بكلٍّ منهما.
وتعقّبه شيخنا في شرح التّرمذيّ: بأنّ زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , كانت ماتت قبل هذه القصّة , لأنّ هذه القصّة كما تقدّم كانت في غزوة الفتح , وهي في رمضان سنة ثمانٍ , وكان موت زينب قبل ذلك في جمادى الأولى من السّنة , فلعل المراد أنّها عاذت بزينب ربيبة النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - , وهي بنت أمّ سلمة فتصحّفت على بعض الرّواة.
قلت: أو نسبت زينب بنت أمّ سلمة إلى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - مجازًا لكونها ربيبته , فلا يكون فيه تصحيف.
¬__________
(¬1) أي: مسلم والنسائي , كما تقدَّم العزو لهما.

الصفحة 513