كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري (اسم الجزء: 6)

قال ابن مالكٍ: فلو كان جمعًا لَم تحذف همزته، واحتجّ بقول عروة بن الزّبير لَمَّا أصيب بولده ورجله " ليمنك لئن ابتليت لقد عافيت " (¬1) قال: فلو كان جمعًا لَم يتصرّف فيه بحذف بعضه.
قال: وفيه اثنتا عشرة لغةً جمعتها في بيتين وهما:
همز ايم وايمن فافتح واكسر او أم قل أو قل م أو من بالتّثليث قد شكلا
وأيمن اختم به والله كلاًّ أضف ... إليه في قسمٍ تستوف ما نقلا
قال ابن أبي الفتح تلميذ ابن مالك: فاته أم بفتح الهمزة , وهيم بالهاء بدل الهمزة , وقد حكاها القاسم بن أحمد المعلم الأندلسيّ في " شرح المفصّل " وقال غيره: أصله يمين الله ويجمع أيمنًا , فيقال: وأيمن الله. حكاه أبو عبيدة , وأنشد لزهير بن أبي سلمى:
فتجمع أيمنٌ منّا ومنكم ... بمقسمةٍ تمور بها الدّماء
وقالوا عند القسم: وايمن الله، ثمّ كثر فحذفوا النّون كما حذفوها مِن " لَم يكن " فقالوا " لَم يك " ثمّ حذفوا الياء فقالوا " أم الله " ثمّ حذفوا الألف فاقتصروا على الميم مفتوحةً ومضمومةً ومكسورةً،
¬__________
(¬1) أخرجه أبو عبيد في " غريب الحديث " (4/ 405 - 406) عن أبي معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه. وسنده صحيح.
قال أبو عبيد: ليمنك وأيمنك إنماهي يمين , وهي كقولهم: يمين الله. كانوا يحلفون بها , قال امرؤ القيس: فقلتُ يمين الله أبرح قاعداً ... ولو ضربوا رأسي لديك وأوصالي. انتهى
وأخرجه الدينوري في " المجالسة " (8/ 336) والبيهقي في " الشعب " (12/ 346) (13/ 469) من طرق عن هشام. بلفظ " وأيمك.

الصفحة 517