كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري (اسم الجزء: 6)
والجمع بينها: أنّ عليّاً أطلق الأربعين فهو حجّة على من ذكرها بلفظ التّقريب.
وادّعى الطّحاويّ. أنّ رواية أبي ساسان (¬1) هذه ضعيفة لمخالفتها الآثار المذكورة، ولأنّ راويها عبد الله بن فيروز المعروف بالدّاناج - بنونٍ وجيمٍ - ضعيفٌ.
وتعقّبه البيهقيّ: بأنّه حديث صحيح مخرّج في المسانيد والسّنن، وأنّ التّرمذيّ سأل البخاريّ عنه فقوّاه، وقد صحّحه مسلمٌ , وتلقّاه النّاس بالقبول.
وقال ابن عبد البرّ: إنّه أثبت شيءٍ في هذا الباب.
قال البيهقيّ: وصحّة الحديث إنّما تعرف بثقة رجاله، وقد عرفهم حفّاظ الحديث وقبلوهم، وتضعيفه الدّاناج لا يقبل , لأنّ الجرح بعد ثبوت التّعديل لا يقبل إلَّا مفسّراً، ومخالفة الرّاوي غيره في بعض ألفاظ الحديث لا تقتضي تضعيفه , ولا سيّما مع ظهور الجمع.
قلت: وثّق الدّاناجَ المذكور أبو زرعة والنّسائيّ، وقد ثبت عن عليٍّ في هذه القصّة من وجهٍ آخر , أنّه جلد الوليد أربعين.
ثمّ ساقه (¬2) من طريق هشام بن يوسف عن معمرٍ , وقال: أخرجه البخاريّ.
¬__________
(¬1) هو حُضين بن المُنذر الذي تقدَّم ذكره.
(¬2) أي: البيهقي رحمه الله.