كتاب جريدة «الشريعة» النبوية المحمدية (اسم الجزء: 6)

____________________________________________________
………………………… السنة الأولى / العدد السادس …………………………
قسنطينة يوم الاثنين 29 ربيع الثاني 1352 … Constantine le 21 juillet 1933
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إحتجاج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
ضد اعتداء النائب المالي غراب وافترائه
ـ[عمود1]ـ
كثير على هذا الرجل مع جهله باللغتين أن يتعرض لجمعية علمية كبرى فيتقول عليها بجمل لا يفهم معناها ومفردات ما جرت على لسانه من قبل مثلما في خطابه ضد الجمعية الذي نشرناه بالعدد السابق لولا أنه اعتاد أن يوحى إليه بالأمر فيجريه على لسانه ويكتب له الكتاب فينسبه إلى نفسه ولكنه ليس بكثير عليه ولا غريب عنه ولا بعيد منه أن ينطوي قلبه على البغض والكيد للعلم والعلماء فيغتنم فرصة اجتماع المستدعين لملاقاة الوالي العام في إدارة الأمور الأهلية فيلقي ما ألقي إليه ويتحمل مسئوليته بعد نشره لأنه على مقتضى هواه من بغض العلم وأهله والسعي في إلحاق الشر والأذى بهم.
ولولا اسم النيابة الذي يحمله والله يعلم كيف كان حمله والمجمع الحافل الذي لفث سمومه فيه, والإدارة الرسمية التي كان يلقي خطابه فيها, لما بالت به الجمعية ولا أعارت كلامه أدنى التفات, ولكن مراعاة

ـ[عمود2]ـ
لما ذكرنا, فالجمعية ترفع احتجاجاتها لدى الأمة ولدى الحكومة ولدى ممثل الحكومة الذي ألقى هذا الخطاب في حضرته.
احتجاجنا لدى الأمة: أيتها الأمة الجزائرية المسلمة, قد دعاك العلماء إلى العلم واحترام العلم واتباع العلم لما دعاك أضدادهم إلى الجهل وما يجر إليه الجهل, قد دعاك العلماء إلى التفكير في الدنيا والآخرة لما دعاك أضدادهم إلى الجمود والخمول في الدنيا والدين, قد دعاك العلماء إلى العمل والكد والتعاون لما دعاك أضدادهم إلى الكسل والبطالة والتواكل, قد دعاك العلماء إلى الله وعبادته وحده لما دعاك أضدادهم إلى أنفسهم وتقديسهم, قد دعاك العلماء إلى كتاب الله لما دعاك أضدادهم إلى خرافاتهم, قد دعاك العلماء إلى اتباع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والسلف الصالح رضي الله عنهم لما دعاك أضدادهم إلى اتباع أسلافهم وبدعهم وقبيح عاداتهم, قد دعاك العلماء إلى البذل في سبيل الخير

ـ[عمود3]ـ
العام والمغرم القانوني لما دعاك أضدادهم إلى البذل لهم وملء خزائنهم, هؤلاء العلماء أيتها الأمة الكريمة الذين دعوك دعوة الحق لا يريدون منك جزاء ولا شكورا وهم يتحملون في سبيلك ما تعلمين وما لا تعلمين, قد قام هذا النائب الجاهل الذي تشرف بالنيابة عنك وتحملت مسئولية ما يأتيه باسمك يوجه مطاعنه الكاذبة ومفترياته السامة إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يحاول لفها من أصلها ويطلب من الحكومة بإلحاح أن تعاملها المعاملة ((الشديدة القاسية)) حتى كأن المسكين تخيل نفسه نائب حق أمام قفص الاتهام.
فإليك أيتها الأمة التي ما رأت منها الجمعية إلا الإكرام بإكرامها لوفودها, وما رأت منها إلا الإقبال بإقبالها على جريدتها التي ما راجت جريدة في القطر مثل رواجها وما رأت منك إلا التأييد بما جاءها من وفودك للاجتماع العام الماضي من اجتماعاتها

الصفحة 1