كتاب روضة الطالبين- الكتب العلمية (اسم الجزء: 6)
في الشهر أيضا، وهو شاذ ضعيف جدا. وعلى قياس هذا ما لو قال: في وقت الظهر أو العصر، ولو قال: أردت بقولي: في شهر كذا أو في يوم كذا وسطه أو آخره، لم يقبل ظاهرا على الصحيح، وحكى ابن كج وغيره في قبوله وجها، ويدين قطعا. ولو قال: أردت بقولي: في غرته اليوم الثاني أو الثالث، فكذلك، لان الثلاثة الاولى تسمى غررا، فلو قال: أردت به المنتصف، لم يدين، لانه لا يطلق على غير الثلاثة الاولى، وكذا لو قال: في رأس الشهر، ثم قال: أردت السادس عشر. الثانية: قال في رمضان: أنت طالق في رمضان، طلقت في الحال، ولو قال: في أول رمضان، وإذا جاء رمضان، وقع في أول رمضان القابل. الثالثة: قال: أنت طالق في آخر رمضان، فهل يقع في جزء من الشهر، أم أول جزء من ليلة السادس عشر، أم أول اليوم الاخير منه ؟ فيه أوجه، أصحها الاول، ولو قال: أنت طالق في آخر السنة، فعلى الاول يقع في آخر جزء من السنة، وعلى الثاني في أول الشهر السابع. ولو قال: في آخر طهرك، فعلى الاول يقع في آخر جزء من الطهر، وعلى الثاني، في أول النصف الثاني من الطهر. ولو قال: أنت طالق في أول آخر الشهر، قال الجمهور: يقع في أول اليوم الاخير. وقال ابن سريج: في أول النصف الاخير، وقال الصيرفي أو غيره: في أول اليوم السادس عشر. ولو قال: أنت طالق في آخر أول الشهر، قال الجمهور: يقع عند غروب الشمس في اليوم الاول. وعن ابن سريج، يقع في آخر جزء من الخامس عشر. وقيل: عند طلوع الفجر في اليوم الاول، وبهذا قطع المتولي بدلا عن الاول. فقال: لو قال: أنت طالق أخر أول آخر الشهر، فمن جعل آخر الشهر اليوم الاخير، قال: تطلق بغروب الشمس في اليوم الاخير، لان ذلك اليوم هو آخر الشهر، وأوله طلوع الفجر، وآخر أوله غروب الشمس، ومن جعل الآخر على النصف الثاني، فأوله ليلة السادس عشر، فتطلق عند انقضاء الشهر على الوجهين.
الصفحة 107
536