كتاب روضة الطالبين- الكتب العلمية (اسم الجزء: 6)
والثاني: لا يقع إلا واحدة. فرع أراد أن يقول لها: أنت طالق ثلاثا فماتت قبل تمام قوله: أنت طالق، لم يقع الطلاق، وإن ماتت بعد تمامه قبل قوله: ثلاثا، فهل يقع الثلاث أم واحدة، أم لا يقع شئ ؟ ثلاثة أوجه: قال البغوي: أصحها الاول وهو اختيار المزني. وقال اسماعيل البوشنجي: الذي تقتضيه الفتوى، أنه إن نوى الثلاث بقوله: أنت طالق وكان قصده أن يحققه باللفظ، وقع الثلاث وإلا فواحدة، وهكذا قال المتولي في تعبيره عن الوجه الاول. وردتها وإسلامها، إذا لم تكن مدخولا بها قبل قوله: ثلاثا، كموتها، وكذا لو أخذ شخص على فمه ومنعه أن يقول: ثلاثا. ولو قال: أنت طالق على عزم الاقتصار عليه، فماتت فقال: ثلاثا، قال الامام: لا شك أن الثلاث لا تقع، وتقع الواحدة على الصحيح. فرع اختلفوا في قوله: أنت طالق ثلاثا، كيف سبيله ؟ فقيل: قوله: ثلاثا منصوب بالتفسير والتمييز. قال الامام: هذا جهل بالعربية، وإنما هو صفة لمصدر محذوف، أي: طالق طلاقا ثلاثا. كقوله: ضربت زيدا شديدا، أي: ضربا شديدا.
الصفحة 71
536