كتاب صحيح البخاري - ط الشعب (اسم الجزء: 6)

قَالَ مُوسَى : {أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا} قَالَ مُجَاهِدٌ : مُنْكَرًا : {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا} كَانَتِ الأُولَى نِسْيَانًا , وَالوُسْطَى شَرْطًا ، وَالثَّالِثَةُ عَمْدًا : {قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا} لَقِيَا غُلاَمًا فَقَتَلَهُ ، قَالَ يَعْلَى : قَالَ سَعِيدٌ : وَجَدَ غِلْمَانًا يَلْعَبُونَ , فَأَخَذَ غُلاَمًا كَافِرًا ظَرِيفًا , فَأَضْجَعَهُ , ثُمَّ ذَبَحَهُ بِالسِّكِّينِ : {قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ} لَمْ تَعْمَلْ بِالحِنْثِ ، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَرَأَهَا : {زَكِيَّةً} زَاكِيَةً : مُسْلِمَةً كَقَوْلِكَ غُلاَمًا زَكِيًّا ، {فَانْطَلَقَا فَوَجَدَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} فَأَقَامَهُ ، قَالَ سَعِيدٌ بِيَدِهِ هَكَذَا ، وَرَفَعَ يَدَهُ فَاسْتَقَامَ ، قَالَ يَعْلَى : حَسِبْتُ أَنَّ سَعِيدًا قَالَ : فَمَسَحَهُ بِيَدِهِ فَاسْتَقَامَ : {لَوْ شِئْتَ لاَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا} قَالَ سَعِيدٌ : أَجْرًا نَأْكُلُهُ : {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ} : وَكَانَ أَمَامَهُمْ ، قَرَأَهَا ابْنُ عَبَّاسٍ : أَمَامَهُمْ مَلِكٌ ، يَزْعُمُونَ عَنْ غَيْرِ سَعِيدٍ أَنَّهُ هُدَدُ بْنُ بُدَدٍ ، وَالغُلاَمُ المَقْتُولُ اسْمُهُ يَزْعُمُونَ : حَيْسُورٌ : {مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} فَأَرَدْتُ إِذَا هِيَ مَرَّتْ بِهِ أَنْ يَدَعَهَا لِعَيْبِهَا ، فَإِذَا جَاوَزُوا أَصْلَحُوهَا فَانْتَفَعُوا بِهَا ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : سَدُّوهَا بِقَارُورَةٍ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : بِالقَارِ : {كَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ} وَكَانَ كَافِرًا : {فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا} أَنْ يَحْمِلَهُمَا حُبُّهُ عَلَى أَنْ يُتَابِعَاهُ عَلَى دِينِهِ : {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبَدِّلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} لِقَوْلِهِ : {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً} {وَأَقْرَبَ رُحْمًا} : هُمَا بِهِ أَرْحَمُ مِنْهُمَا بِالأَوَّلِ ، الَّذِي قَتَلَ خَضِرٌ.
وَزَعَمَ غَيْرُ سَعِيدٍ : أَنَّهُمَا أُبْدِلاَ جَارِيَةً.
وَأَمَّا دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ , فَقَالَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ : إِنَّهَا جَارِيَةٌ.

الصفحة 114