كتاب صحيح البخاري - ط الشعب (اسم الجزء: 6)

4815- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنَا الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ : أَخْبِرْنِي بِأَشَدِّ مَا صَنَعَ المُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِفِنَاءِ الكَعْبَةِ ، إِذْ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ , فَأَخَذَ بِمَنْكِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَوَى ثَوْبَهُ فِي عُنُقِهِ , فَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا ، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ , فَأَخَذَ بِمَنْكِبِهِ , وَدَفَعَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ : {أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ}.
41- سُورَةُ حم السَّجْدَةِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
وَقَالَ طَاوُوسٌ : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : {ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا} : أَعْطِيَا.
{قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} : أَعْطَيْنَا.
وَقَالَ المِنْهَالُ : عَنْ سَعِيدٍ (1)، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لاِبْنِ عَبَّاسٍ : إِنِّي أَجِدُ فِي القُرْآنِ أَشْيَاءَ تَخْتَلِفُ عَلَيَّ ، قَالَ : {فَلاَ أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَاءَلُونَ}.
{وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ}.
{وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا}.
{رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} : فَقَدْ كَتَمُوا فِي هَذِهِ الآيَةِ ؟.
وَقَالَ : {أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا} إِلَى قَوْلِهِ : {دَحَاهَا} فَذَكَرَ خَلْقَ السَّمَاءِ قَبْلَ خَلْقِ الأَرْضِ ، ثُمَّ قَالَ : {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} إِلَى : {طَائِعِينَ} فَذَكَرَ فِي هَذِهِ خَلْقَ الأَرْضِ قَبْلَ السَّمَاءِ ؟.
وَقَالَ تَعَالَى : {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} ، {عَزِيزًا حَكِيمًا} ، {سَمِيعًا بَصِيرًا} فَكَأَنَّهُ كَانَ ثُمَّ مَضَى ؟.
فَقَالَ : {فَلاَ أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ} : فِي النَّفْخَةِ الأُولَى.
ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ : {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ} فَلاَ أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ ، وَلاَ يَتَسَاءَلُونَ ، ثُمَّ فِي النَّفْخَةِ الآخِرَةِ : {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ}.
وَأَمَّا قَوْلُهُ : {مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} ، {وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ} ، فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لأَهْلِ الإِخْلاَصِ ذُنُوبَهُمْ ، وَقَالَ المُشْرِكُونَ : تَعَالَوْا نَقُولُ : لَمْ نَكُنْ مُشْرِكِينَ ، فَخُتِمَ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ ، فَتَنْطِقُ أَيْدِيهِمْ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ عُرِفَ أَنَّ اللَّهَ لاَ يُكْتَمُ حَدِيثًا ، وَعِنْدَهُ : {يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} الآيَةَ ، وَخَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ , ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاءَ ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ ، ثُمَّ دَحَا الأَرْضَ ، وَدَحْوُهَا : أَنْ أَخْرَجَ مِنْهَا المَاءَ وَالمَرْعَى ، وَخَلَقَ الجِبَالَ , وَالجِمَالَ , وَالآكَامَ , وَمَا بَيْنَهُمَا فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : {دَحَاهَا}.
_حاشية__________
(1) عند الأَصِيلي : ابن جبير .

الصفحة 159