كتاب صحيح البخاري - ط الشعب (اسم الجزء: 6)
وَقَوْلُهُ : {خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} , فَجُعِلَتِ الأَرْضُ وَمَا فِيهَا مِنْ شَيْءٍ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ ، وَخُلِقَتِ السَّمَاوَاتُ فِي يَوْمَيْنِ : {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا} سَمَّى نَفْسَهُ ذَلِكَ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ ، أَيْ لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يُرِدْ شَيْئًا إِلاَّ أَصَابَ بِهِ الَّذِي أَرَادَ ، فَلاَ يَخْتَلِفْ عَلَيْكَ القُرْآنُ ، فَإِنَّ كُلاًّ مِنْ عِنْدِ اللهِ.
قَالَ أَبُو عَبْد اللهِ : حَدَّثَنِيهِ يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ , حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ , عَنِ الْمِنْهَالِ , بِهَذَا.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ : {لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} : مَحْسُوبٍ.
{أَقْوَاتَهَا} : أَرْزَاقَهَا.
{فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} : مِمَّا أَمَرَ بِهِ.
{نَحِسَاتٍ} : مَشَائِيمَ.
{وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ}
{تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلاَئِكَةُ} : عِنْدَ المَوْتِ.
{اهْتَزَّتْ} : بِالنَّبَاتِ.
{وَرَبَتْ} : ارْتَفَعَتْ.
وَقَالَ غَيْرُهُ : {مِنْ أَكْمَامِهَا} : حِينَ تَطْلُعُ.
{لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي} : أَيْ بِعِلْمِي , أَنَا مَحْقُوقٌ بِهَذَا.
{سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} : قَدَّرَهَا سَوَاءً.
{فَهَدَيْنَاهُمْ} : دَلَلْنَاهُمْ عَلَى الخَيْرِ وَالشَّرِّ ، كَقَوْلِهِ : {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} وَكَقَوْلِهِ : {هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ} : وَالهُدَى الَّذِي هُوَ الإِرْشَادُ بِمَنْزِلَةِ أَصْعَدْنَاهُ ، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ : {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}.
{يُوزَعُونَ} : يُكَفُّونَ.
{مِنْ أَكْمَامِهَا} : قِشْرُ الكُفُرَّى هِيَ الكُمُّ.
وَقَالَ غَيْرُهُ : وَيُقَالُ لِلْعِنَبِ إِذَا خَرَجَ أَيْضًا : كَافُورٌ وَكُفُرَّى.
{وَلِيٌّ حَمِيمٌ} : القَرِيبُ.
{مِنْ مَحِيصٍ} : حَاصَ عَنْهُ : حَادَ عَنْهُ.
{مِرْيَةٍ} , وَمُرْيَةٌ وَاحِدٌ : أَيِ امْتِرَاءٌ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ : {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} : الوَعِيدُ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} : الصَّبْرُ عِنْدَ الغَضَبِ , وَالعَفْوُ عِنْدَ الإِسَاءَةِ ، فَإِذَا فَعَلُوهُ عَصَمَهُمُ اللَّهُ ، وَخَضَعَ لَهُمْ عَدُوُّهُمْ : {كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.
الصفحة 160