كتاب صحيح البخاري - ط الشعب (اسم الجزء: 6)
{فِيهَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} : قَالَ بَعْضُهُمْ : لَيْسَ الرُّمَّانُ وَالنَّخْلُ بِالفَاكِهَةِ ، وَأَمَّا العَرَبُ فَإِنَّهَا تَعُدُّهُمَا فَاكِهَةً ، كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الوُسْطَى} : فَأَمَرَهُمْ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَى كُلِّ الصَّلَوَاتِ ، ثُمَّ أَعَادَ العَصْرَ تَشْدِيدًا لَهَا ، كَمَا أُعِيدَ النَّخْلُ وَالرُّمَّانُ ، وَمِثْلُهَا : {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ} ثُمَّ قَالَ : {وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ العَذَابُ} وَقَدْ ذَكَرَهُمُ فِي أَوَّلِ قَوْلِهِ : {مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ}.
وَقَالَ غَيْرُهُ : {أَفْنَانٍ} : أَغْصَانٍ.
{وَجَنَى الجَنَّتَيْنِ دَانٍ} : مَا يُجْتَنَى قَرِيبٌ.
وَقَالَ الحَسَنُ : {فَبِأَيِّ آلاَءِ} : نِعَمِهِ.
وَقَالَ قَتَادَةُ : {رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} : يَعْنِي الجِنَّ وَالإِنْسَ.
وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} : يَغْفِرُ ذَنْبًا ، وَيَكْشِفُ كَرْبًا ، وَيَرْفَعُ قَوْمًا ، وَيَضَعُ آخَرِينَ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : {بَرْزَخٌ} : حَاجِزٌ.
الأَنَامُ : الخَلْقُ.
{نَضَّاخَتَانِ} : فَيَّاضَتَانِ.
{ذُو الجَلاَلِ} : ذُو العَظَمَةِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ : {مَارِجٌ} : خَالِصٌ مِنَ النَّارِ ، يُقَالُ : مَرَجَ الأَمِيرُ رَعِيَّتَهُ إِذَا خَلاَّهُمْ يَعْدُو بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، مَرَجَ أَمْرُ النَّاسِ.
{مَرِيجٍ} : مُلْتَبِسٌ.
{مَرَجَ} : اخْتَلَطَ البَحْرَانِ , مِنْ مَرَجْتَ دَابَّتَكَ تَرَكْتَهَا.
{سَنَفْرُغُ لَكُمْ} : سَنُحَاسِبُكُمْ ، لاَ يَشْغَلُهُ شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ ، وَهُوَ مَعْرُوفٌ فِي كَلاَمِ العَرَبِ ، يُقَالُ : لأَتَفَرَّغَنَّ لَكَ ، وَمَا بِهِ شُغْلٌ ، يَقُولُ : لآخُذَنَّكَ عَلَى غِرَّتِكَ.
1- بَابُ قَوْلِهِ : {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ}.
4878- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ العَمِّيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الجَوْنِيُّ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا ، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا ، وَمَا بَيْنَ القَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلاَّ رِدَاءُ الكِبْرِ 6عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ.
2- بَابُ : {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الخِيَامِ}.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : حُورٌ : سُودُ الحَدَقِ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ : مَقْصُورَاتٌ : مَحْبُوسَاتٌ ، قُصِرَ طَرْفُهُنَّ وَأَنْفُسُهُنَّ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ ، {قَاصِرَاتٌ} : لاَ يَبْغِينَ غَيْرَ أَزْوَاجِهِنَّ.
4879- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى ، حَدَّثَنِي عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الجَوْنِيُّ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ فِي الجَنَّةِ خَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ مُجَوَّفَةٍ ، عَرْضُهَا سِتُّونَ مِيلاً ، فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا أَهْلٌ مَا يَرَوْنَ الآخَرِينَ ، يَطُوفُ عَلَيْهِمُ المُؤْمِنُونَ.
4880- وَجَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا ، وَجَنَّتَانِ مِنْ كَذَا ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا ، وَمَا بَيْنَ القَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلاَّ رِدَاءُ الكِبْرِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ.
الصفحة 181