كتاب صحيح البخاري - ط الشعب (اسم الجزء: 6)

4683- حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو ، قَالَ : قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ : {أَلاَ إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلاَ حِينَ يَسْتَغْشَونَ ثِيَابَهُمْ}.
وَقَالَ غَيْرُهُ : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، {يَسْتَغْشَونَ} : يُغَطُّونَ رُؤُوسَهُمْ {سِيءَ بِهِمْ} : سَاءَ ظَنُّهُ بِقَوْمِهِ {وَضَاقَ بِهِمْ} : بِأَضْيَافِهِ {بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ} : بِسَوَادٍ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ : {إِلَيْهِ أُنِيبُ} : أَرْجِعُ.
2- بَابُ قَوْلِهِ : {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ}.
4684- حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ ، وَقَالَ : يَدُ اللهِ مَلأَى , لاَ تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ، وَقَالَ : أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ ، وَبِيَدِهِ المِيزَانُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ.
{اعْتَرَاكَ} : افْتَعَلْتَ مِنْ عَرَوْتُهُ , أَيْ أَصَبْتُهُ ، وَمِنْهُ يَعْرُوهُ وَاعْتَرَانِي.
{آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} : أَيْ فِي مِلْكِهِ وَسُلْطَانِهِ.
{عَنِيدٌ} : وَعَنُودٌ وَعَانِدٌ وَاحِدٌ ، هُوَ تَأْكِيدُ التَّجَبُّرِ.
{وَيَقُولُ الأَشْهَادُ} : وَاحِدُهُ شَاهِدٌ , مِثْلُ صَاحِبٍ وَأَصْحَابٍ.
{اسْتَعْمَرَكُمْ} : جَعَلَكُمْ عُمَّارًا ، أَعْمَرْتُهُ الدَّارَ فَهِيَ عُمْرَى جَعَلْتُهَا لَهُ.
{نَكِرَهُمْ} : وَأَنْكَرَهُمْ وَاسْتَنْكَرَهُمْ وَاحِدٌ.
{حَمِيدٌ مَجِيدٌ} : كَأَنَّهُ فَعِيلٌ مِنْ مَاجِدٍ ، مَحْمُودٌ مِنْ حَمِدَ.
{سِجِّيلٌ} : الشَّدِيدُ الكَبِيرُ ، سِجِّيلٌ وَسِجِّينٌ وَاحِدٌ ، وَاللاَّمُ وَالنُّونُ أُخْتَانِ ، وَقَالَ تَمِيمُ بْنُ مُقْبِلٍ :
وَرَجْلَةٍ يَضْرِبُونَ البَيْضَ ضَاحِيَةً ... ضَرْبًا تَوَاصَى بِهِ الأَبْطَالُ سِجِّينَا.
3- {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا}.
إِلَى أَهْلِ مَدْيَنَ ، لأَنَّ مَدْيَنَ بَلَدٌ ، وَمِثْلُهُ : {وَاسْأَلِ القَرْيَةَ} : وَاسْأَلِ العِيرَ ، يَعْنِي أَهْلَ القَرْيَةِ وَالعِيرِ.
{وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا} : يَقُولُ لَمْ تَلْتَفِتُوا إِلَيْهِ.
وَيُقَالُ : إِذَا لَمْ يَقْضِ الرَّجُلُ حَاجَتَهُ ، ظَهَرْتَ بِحَاجَتِي ، وَجَعَلْتَنِي ظِهْرِيًّا ، وَالظِّهْرِيُّ هَاهُنَا : أَنْ تَأْخُذَ مَعَكَ دَابَّةً أَوْ وِعَاءً تَسْتَظْهِرُ بِهِ.

الصفحة 92