أيتام، ولها دار لتخريج معلّمي مدارسها. وقد زرت هذه الدار وعرضتُ عليكم طرفاً من أخبارها لما كنت في مدينة جوكجا (جوكجاكرتا).
وفي هذه السنة، سنة 1912، أسّس أحمد السكرتي الأنصاري (وهو سوداني الأصل) جمعية الإرشاد، وكان لها لمّا زرت أندونيسيا نحو خمسة آلاف مدرسة والتدريس فيها كلها باللغة العربية، ومدرستها الكبرى في سورابايا، فوجدتُ شيئاً عظيماً. وفي سنة 1914 أسّس الشيخ هاشم الأشعري جمعية نهضة العلماء، وهي جمعية سياسية تعليمية، وزرت من مدارسها معهد القرآن في كرافياك قرب جوكجا، وهو مدرسة عربية سلفية.
وفي سنة 1930 أسّس كياي عبد الرحمن شهاب جمعيته، وكان لها في كل بلدة وكل قرية من سومطرة مدرسة. وكلمة «كياي» و «الكيا» بمعنى شيخ، وبه سُمّي الكِيَا الهرّاسي، من فقهاء الشافعية المعروفين. وفي سنة 1930 أُسّسَت جمعية وحدة العلماء في أبتشيه في أقصى الشمال من سومطرة، في أعرق منطقة في الإسلام في أندونيسيا وهي التي مرّ بها ابن بطوطة.
وفي سنة 1935 انفصل الدكتور سوكيمان بجماعته عن «شركة إسلام» وأسّس الحزب الإسلامي الأندونيسي. وفي سنة 1936 انفصل الحاجّ أوغست سالم وأسّس حزب التنوير الإسلامي وجمعية الشبان المسلمين.
وهذه عِلّة من عللنا المزمنة لا نزال نذوق عقابيلها إلى اليوم، هي أنها كلما قامت جماعة ونجحت وسارت في طريقها