كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 7-8)
مطوحة لولا الدراري ما درى دليل بها كيف السبيل إلى الرشد (1)
سباريت ما فيهن زاد لراكب سوى ما حوت فيها الأداحي من ربد
كيهماء كلفت المطي اعتسافها إلى الحسب الزاكي إلى الكرم العد
إلى الأسد الضرغام في حومة الوغى إذا أحمر في غاب القنا حدق الأسد
من [الأجأيين] الذين جيادهم بأحشاء (2) من عاداهم أبداً تردي
نجوم بني قحطان في طخية الدجى إلى عددٍ عد وألسنة لد
وقال (3) :
بين كريمين مجلس واسع والود حال تقرب الشاسع
والبيت إن ضاق عن ثمانيةٍ متسع بالوادد للتاسع
فصل في ذكر مهيار الديلمي (4)
وذكر جملة من شعره مع ما يتعلق بذكره
كان شاعر العراق وقته لا يدافع، ولسان تلك الآفاق لا ينازع، سيل أصبحت منه المذانب تلاعا ميثاً، وبدر تجلت به الغياهب قديماً وحديثاً، أحد من خلي بينه وبين الميدان هنالك فجرى وحده، وسبق من قبله إلى غاية الإحسان فما ظنك بمن بعده، وقد أخرجت من شعره ما يعلل الرفاق ذكراه، ويملأ الآفاق سناؤه وسناه.
__________
(1) الديوان: القصد.
(2) الديوان: بأحياء.
(3) لم يرد البيتان في ديوانه.
(4) هو أبو الحسين (أو أبو الحسن) مهيار بن برزوبه، كان مجوسياً وأسلم - فيما يقال - على يد الشريف الرضي، سنة 394هـ -، أقرأ ديوان شعره بجامع المنصور ببغداد، وكانت وفاته سنة 428: انظر ترجمته في تاريخ بغداد 13: 276 والمنتظم 8: 94 ودمية القصر 1: 284 وابن الأثير 9: 456 وابن خلكان 5: 359 وعبر الذهبي 3: 167 وابن كثير 12: 76 والشذرات 3: 242 والنجوم الزاهرة 5: 26، ويقع ديوانه في أربعة أجزاء (ط. دار الكتب المصرية: 1925 - 1931) .