كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 7-8)

وهذا كقول المعري (1) :
والنحل يجني المر من نور الربى (2) فيصير شهداً في طريق رضابه
يثني الرجال على القتيل بسيفه فكأنما يحيي به من يقتل
وإذا لظلا الهيجاء لثم وجهه أبصرته تحت القنا يتظلل
حيث المغاوير الكماة تميد من نشوات ما اعتصر الوشيج الذبل
خمر ترى مهج الرجال دنانها لكنها بالسمهرية تبذل
و [زعاق] ملحٍ لا يسوغ لشارب كدر وأنت السلسبيل السلسل
يا عادلاً في كل ما هو فاعل ما بال كفك في اللها لا تعدل
أفنى تلاد يديك علمك أنه لا يفضل الأقوام من لا يفضل
القاضي جلال الدولة بن عمار (3)
فصول من رسائله
مرحباً بطليعة السرور، ومساعدة الدهور، وبشير النجح والبركة في جميع الأمور، هذه صفة تخص كتاباً وردني من مولاي الأمير - أطال الله بقاءه، وأدام تأييده ونعماءه - على بعد عهدٍ بكتبه وأنبائه، بمعاندة الزمان لي فيه، إلى أن أحكم أسباب البعد بيني وبينه، مع تقارب قلوبنا وامتزاجها في حالي القرب والبعد، كما قال الباهلي:
وعاندني فيه ريب الزمان كأن الزمان له عاشق
__________
(1) من قصيدة له في جواب شاعر مدحه اسمه محمد بن علي بن محمد أبو الخطاب الجبلي: انظر شروح السقط: 720.
(2) ص: يجني السور.. الورى.
(3) هو القاضي جلال الدولة (أو جلال الملك) أبو الحسن علي بن عمار تولى أمر طرابلس بعد وفاة عمه القاضي أبي طالب ابن عمار سنة 464 فضبط البلد أحسن ضبط، ولما توفي المستنصر الفاطمي (487) وانقسم الولاء بين نزار والمستعلي، كان جلال الدولة في صف نزار، فلما استتب الأمر للمستعلي قتل القاضي جلال الدولة بن عمار ومن أعانه (ابن الأثير 10: 71، 238) .

الصفحة 625