كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 7-8)

الإستحسان، وأما النثر، فأبهى من منثور الزهر، وأغلى قدراً من الدر والجوهر؛ ولقد هزتني إلى لقاء مولاي لواعج شوقٍ تالد، وبواعث وجدٍ خالد، ودواعي أسف متضرم، لم يخلق البعد جديده، ولا أذوى طول العهد عوده، ولا أنسى تقلب الأحوال جهوده، ولا نقض مرور الأيام مرائره، ولا كدر تكدر العيش / [183] سرائره.
-.. (1)
[المجيد بن أبي الشخباء العسقلاني] (2)
-
-. الجاذب أشطانه، وإنما هو الآن يرخي حتى يجذب، ويجتمع لكي يثب.
وله من أخرى:
المودات إذا كانت متينة العقود، صادقة المشهود، موضوعةً على أصل عريق، وأساس وثيق، لم تجزعها (3) الشبهة المرمضة، ولم تزلزلها الأباطيل (4)
__________
(1) سقطت هنا - فيما أعتقد - صفحة - ضاعت بها وبقية ترجمة جلال الدولة ابن عمار وأول ترجمة المجيد بن أبي الشخباء.
(2) هو الحسن بن محمد بن عبد الصمد بن أبي الشخباء أبو علي العسقلاني (ياقوت 9: 152) والحسن بن عبد الصمد (ابن خلكان 2: 89) وقد اشار كلاهما إلى ترجمته في الذخيرة وأتيت ياقوت نقلاً عن ابن بسام أنه توفي سنة 482 (وقع خطأ في الطبعة المصرية من معجم الأدباء: 432) وكان يلقب بالمجيد ذي الفضيلتين ويقال إن القاضي الفاضل استمد من رسائله؛ وذكره العماد في الخريدة في العسقلانيين في القسم التابع لشعراء مصر الورقة: 14 (نسخة باريس رقم 3328) فقال: " مجيد كنعته، قادر على ابتداع الكلام ونحته، له الخطب البديعة، والملح الصنيعة، وكان قبل عصرنا في أيام الأقسيس سنة سبعين وأربعمائة " وذكر العماد أنه رأى ديوانه عند صديق له بدمشق؛ وللمجيد مختارات من شعره في الخريدة ومجموعة من رسائله وخطبه في الريحان والريعان وفي جمهرة الإسلام ذات النثر والنظام؛ وقال ياقوت إن أكثر رسائله إخوانيات وأورد جملة منها؛ وجعل المقريزي وفاته سنة 486 (اتعاظ 2: 328) .
(3) تجزعها: تدخل عليها الجزع.
(4) ص: الأباطل؛ وجمع باطل عند سيبويه " أباطيل ". وعند غيره أن أباطيل جمع أبطولة؛ وقد ترد " أباطيل " إلى " أباطل " لحاجة الشاعر، ولا ضرورة لذلك هنا.

الصفحة 627