كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 17 """"""
عملاً يقف به على حقيقة أمر المظلوم من الظالم ، فأمرته أن يعمل بيتاً مركباً على سبعة أركان ويجعل له سبعة أبواب في كل ركن باب ، ويعمل في وسطه قبة من صفر ، ويصور عليها صور الكواكب السبعة ، ويعمل تحت القبة مطهره من جوهر ملون ، ويجعل فيها سبعة أدهان من أشجار مختلفة ؛ وتكون القبة معلقة على سبعة أساطين ، ويعمل على الباب الأول تمثال أسد رابض ، وحذاءه من الجانب الآخر لبؤة رابضة من صفر ويقرب لهما جرو أسد ويبخرهما بشعره . وعلى الباب الثاني صورة ثور وبقرة ويذبح لهما عجلاً ويبخرهما بشعره . وعلى الباب الثالث صورة خنزير وحذاءه خنزيرة ويذبح لهما خنوصاً ويبخرهما بشعره . وعلى الباب الرابع صورة فرس وحجر ويذبح لهما مهراً ويبخرهما بشعره . وعلى الباب الخامس صورة ثعلب وحذاءه أنثاه ويذبح لهما جرو ثعلب ويبخرهما بوبره وعلى الباب السادس صورة حمار وحذاءه أتان ويذبح لهما فروجاً وينخرهما بشعرة . وعلى الباب السابع ديك وحذاءه دجاجة ويذبح لهما فروجاً ويبخرهما بريشه . ويلطخ وجوهها جميعاً بدم ما يذبح . ثم يحرق بقية القربان ويجعل تحت عتب أبوابها وتغلق الأبواب ، ويقام للبيت سدنة يوقدونه ليله ونهاره . فإذا فرغ ذلك يتكلم على باب الكواكب السبعة ، فإني سوف ألقى روحانية الكواكب على تلك الصور فتنطق . وإذا فرغت من ذلك فاجعل لكل مرتبة من المراتب التي قسمتها باباً من تلك الأبواب ، وليكن باب الأسد لأهل بيت المملكة ، وسائر الأبواب لسائر المراتب . فإذا تقدم الخصمان إلى شيء من تلك الصور التصقت بالظالم وشدت عليه شداً عنيفاً يؤلمه حتى يخرج لخصمه من حقه ، الذكر للذكر ، والأنثى للأنثى ، فيعرف بذلك المظلوم من الظالم ، ومن كان له قبل أحد حق ودعاه إلى تلك الصور فلم يجئ معه فأتاه المظلوم ، وقد عرف الصورة ذلك ، أقعد الظالم من رجليه وخرس لسانه ولم يتحرك . فاستراح الملك إلى تلك الصورة . ولم تزل على ذلك حتى أزالها الطوفان مع ما أزال من أعمالهم وطلسماتهم وعجائبهم . وعملت في أيام سهلوق أعمال كثيرة ، وكتبت سيرته

الصفحة 17