كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 21 """"""
حول البلاطة بعد أن تؤلف الكتابة التي عليها . وجعل أبوابها من تحت الأرض بأربعين ذراعاً في آزاج مبنية بالحجارة في الأرض ، طول كل أزج مائة وخمسون ذراعاً . قال : فأما باب الهرم الشرقي فإنه من الناحية الجنوبية على قياس مائة ذراع من وسط حائط الهرم إلى الناحية الجنوبية ، ويحفر حتى ينزل إلى باب الأزج ثم يدخل إليه منه .
وأما باب الهرم الغربي فمن الناحية الغربية يقاس أيضاً من وسط الحائط الغربي إلى الغرب مائة ذراع ، ويحفر حتى ينزل إلى باب الأزج المبني ويدخل منه إليه . وأما باب الهرم الملون فمن الناحية البحرية يقاس أيضاً من وسط الحائط البحري مائة ذراع ، ويحفر حتى ينزل إلى باب الأزج . وجعل طول كل واحد منها أربعمائة ذراع بالملكي ، يكون خمسمائة بذراعنا . وجعل تربيع كل واحد أربعمائة ذراع . وبناها في الاستواء إلى أربعين ذراعاً ثم هرمها . وكان أول بنائهم لها في أوقات السعادة ، فلما فرغ منها كساها ديباجاً ملوناً من أعلاها إلى أسفلها ، وعمل لها عيداً عظيماً لم يبق في المملكة أحد إلا حضره . ثم أمر بعمل ثلاثين جرناً من حجارة الصوان ملونة فجعلت في الهرم الغربي ، ونقل إليها من الكنوز والأموال والجواهر المعدنية ، والجواهر المسبوكة الملونة ، والآلات الزبرجد ، والتماثيل المعمولة والطلسمات ، والحديد الفاخر ، والسلاح الذي لا يصدا ، والزجاج الذي ينطوي ولا ينكسر ، والنواميس والمولدات والدخن وأصناف العقاقير والمؤلفات والسموم وغير ذلك شيئاً كثيراً لا يدرك وصفه . ونقل إلى الآخر وهو الشرقي أصنام الكواكب والقباب الفلكية ، وما عمل أجداده من التماثيل والدخن التي يتقرب بها لها ومصاحفها ، وما عمل لها من التواريخ والحوادث التي مضت ، والحوادث التي تحدث ، والأوقات التي تحدث فيها ، ومن يلي مصر من الملوك إلى آخر الزمان ، وكون الكواكب الثابتة وما يحدث بكونها وقتاً وقتاً ، وجعل فيها المطاهر التي فيها المياه المدبرة والبودقات الدهنية وما أشبه هذه الأشياء . وجعل في الهرم الآخر أجساد الكهنة في توابيت من الصوان الأسود ، وعند كل كاهن منهم مصحف فيه عجائب صناعته وسيرته وما عمل في وقته . وكانوا سبع مراتب . فالمرتبة الأولى القاطرون ، وهم الذين يعبدون الكواكب السبعة لكل كوكب سبع سنين ، ومعنى القاطرون جامع

الصفحة 21