كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 26 """"""
وحكى أن رجلاً دخل بامرأة ليفجر بها فصرعا جميعاً ولم يزالا مجنونين مشهورين حتى ماتا .
قال : وفي بعض مصاحف القبط أن سوريد الملك لما أخبره كهنته بخبر النار المحرقة وأنها تخرج من برج الأسد فتحرق العالم ، عمل في الأهرام مسارب موجهة إلى آزاج ضيقة تجتلب الرياح إلى داخل بصوت هائل . وعمل فيها مسارب يدخل منها ماء النيل ينتهي إلى موضع من أرض الغرب وأرض الصعيد ، وملا تلك الأسراب عجائب وطلسمات وأصناماً تنطق .
قال : وحكى بعض القبط أن سوريد لما أخبره منجموه قال : انظروا لبلدنا هذا هل تلحقه آفة ؟ فنظروا فقالوا : يلحقه طوفان ويلحقه خراب يقيم فيه عدة سنين وتغلب عليها التنانين . قال : كيف يكون خرابها ؟ قالوا : يقصدها ملك فيقتل أهلها ويغنم مالها ويهدم مصانعها . قال : ثم ماذا ؟ ثم تكون عمارتها من قبله . قال : ثم ماذا ؟ قالوا : ثم يقصدها قوم مشوهون من ناحية مصب النيل فيأتون على أكثرها . قال : ثم ماذا ؟ قالوا : ثم ينقطع نيلها ويجلو أهلها عنها ؛ فأمر أن يكتب جميع ذلك على الأهرام .
قال : وذكر رجل من أهل الغرب ممن يختلف إلى ألواح ويحمل الشمار على جمل له أنه بات في بعض الليالي قرب الهرم فما زال يسمع الضوضاء والعطعطة فهاله ذلك وتباعد عنه بجمله ، وكان يرى حول الهرم شبه النيران تأتلق ، فلم يزل مرعوباً إلى أن سرقته عيناه فنام وأصبح وهو في الموضع الذي جمع منه الشمار وشماره موضوع بحاله ، فتعجب من ذلك وشد شماره على جمله ورجع إلى الفسطاط وآلى على نفسه ألا يقرب من الهرم بعد ذلك .

الصفحة 26