كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 273 """"""
أن الحارث صاحبها فهم به الملك ثم تذمم من ذلك ، فأوجس الحارث في نفسه شراً فأتى الخمس التغلبي فقتله ، فلما فعل ذلك دعا به الملك فأمر بقتله ، فقال : إنك قد أجرتني فلا تغدرني ، قال الملك : لا ضير إن غدرت بك مرة فقد غدرت بي مراراً ، وأمر ابن الخمس به فقتله ، وأخذ ابن الخمس سيف الحارث ، فأتى به سوق عكاظ في الأشهر الحرم ، فأراه قيس بن زهير العبسي فضربه به قيس فقتله .
ذكر حرب داحس والغبراء وهي من حروب قيس
قال أبو عبيدة : حرب داحس والغبراء بين عبس وذبيان ابني بغيض أن ريث بن غطفان . وكان السبب الذي هاجها أن قيس بن زهير وحمل ابن بدر تراهنا على داحس والغبراء أيهما يكون به السبق . وكان داحس محلا لقيس بن زهير . والغبراء حجر لحمل بن بدر ، فتواضعا الرهان على مائة بعير ، وجعلا منتهى الغاية مائة غلوة ، والمضمار أربعين ليلة ، ثم قاداهما إلى رأس الميدان بعد أن ضمراهما أربعين ليلة . وكان في طرف الغاية شعاب كثيرة ، فأكمن حمل بن بدر في تلك الشعاب فتياناً على طريق الفرسين وأرمهم إن جاء داحس سابقاً أن يردوه عن الغاية ، ثم أرسلوهما ، فلما أحضرا خرجت الأنثى عن الفحل فقال حمل بن بدر : سبقتك ياقيس ، فقال قيس : زويداً يعدوان الجدد إلى الوعث وترشح أعطاف الفحل ، فلما أوغلا عن الجدد وخرجا إلى الوعث برز داحس عن الغبراء فقال قيس : جرى المذكيات غلاب فذهبت مثلاً . فلما شارف داحس الغاية ودنا من الفتية وثبوا في وجه داحس فردوه عن الغاية ، ففي ذلك يقول قيس بن زهير :
وما لا قيت من حمل بن بدر . . . وإخوته على ذات الإصاد
همو فخروا علي بغير فخر . . . وردوا دون غايته جوادي

الصفحة 273