كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 275 """"""
يوم ذي حسي لذبيان على عبس
ثم إن ذبيان تجمعت لما أصابت بنو عبس منهم يوم المريقب فزارة بن ذبيان ومرة بن عوف بن سعد بن ذبيان وأحلافهم ، فنزلوا فتوافوا بذي حسي ، وهو وادي الصفا من ارض الشربة ، فهزمت بنو عبس وخافت ألا تقوم بجماعة بني ذبيان واتبعوهم حتى لحقوهم ، فقالوا : التفاني أو تقيدونا ، فأشر قيس بن زهير على الربيع بن زياد إلا يناجزهم ، وأن يعطوهم رهائن من أبنائهم حتى ينظروا في أمرهم ، فتراضوا أن يكون رهنهم عند سبيع بن عمرو أحد بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان ، فدفعوا إليه ثمانية من الصبيان ، فانصرفوا وتكافأ الناس ، فمكث رهنهم عند سبيع حتى حضرته الوفاة ، فقال لابنه مالك بن سبيع : إن عندك مكرمة لا تبيد إن أنت احتفظت بهؤلاء الأغيلمة ، وكأني بك لومت قد أتاك خالك حذيفة بن بدر فعصر لك عينيه وقال : هلك سيدنا ثم خدعك عنهم حتى تدفعهم إليه فيقتلهم ، فلا تشرف بعدها أبداً ، فإن خفت ذلك فاذهب بهم إلى قومهم . فلما هلك سبيع أطاف حذيفة بابنه مالك وخدعه حتى دفعهم إليه ، فأتى بهم اليعمرية ، فجعل يبرز كل يوم غلاماً فينصبه غرضاً ويقول له : ناد أباك ، فينادي حتى يقتله .
يوم اليعمرية لعبس على ذبيان
قال : فلما بلغ ذلك من فعله بني عبس أتوهم باليعمرية فلقوهم بحرتها فقتلوا منهم اثني عشر رجلاً ، منهم مالك بن سبيع الذي نبذ بالغلمة إلى حذيفة ، وأخوه يزيد بن سبيع ، وعامر بن لوذان ، والحارث بن زيد ، وهرم بن ضمضم أخو حصين . ويقال ليوم اليعمرية : يوم ذي نفر لأنهما متجاوران .

الصفحة 275