كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 277 """"""
وقال عمرو بن الأسلع :
إن السماء وإن الأرض شاهدة . . . والله يشهد والإنسان والبلد
أني جزيت بني بدر بسعيهم . . . على الهباءة قتلاً ما له قود
لما التقينا على أرجاء جمتها . . . والمشرفية في أيماننا تقد
علوته بحسام ثم قلت له : . . . خذها حذيف فأنت السيد الصمد
فلما أصيب أهل الهباءة واستعظمت غطفان قتل حذيفة ، تجمعوا ، وعرفت بنو عبس أن ليس لهم مقام بأرض غطفان ، فخرجوا إلى اليمامة فنزلوا بأخوالهم من بني حنيفة ، ثم رحلوا عنهم فنزلوا ببني سعد ين زيد مناة .
يوم الفروق لبني عبس
ثم إن بني عبس غدروا بجوارهم فأتوا معاوية بن الجون فاستجاسوا عليهم وأرادوا أكلهم ، قبلغ ذلك بني عبس فقروا ليلاً ، وقدموا ظعنهم ، ووقفت فرسانهم بموضع يقال له الفروق ، وأغارت بنو سعد ومن معهم من جنود الملك على محلتهم فلم يجدوا إلا مواقد النيران فاتبعوهم حتى أتوا الفروق ، فإذا بالخيل والفرسان وقد تواترت الظعن عنهم ، فانصرفوا عنهم ؛ ومضى بنو عبس فنزلوا ببين ضبة فأقاموا فيهم . وكان بنو حذيفة من بني عبس يسمون بني رواحة ، وبنو بدر من فزارة يسمون بني سودة ، ثم رجعوا إلى قومهم وصالحوهم ، فكان أول من سعى في الحمالة حرملة بن الأشعر بن صرمة بن مرة ، فمات ، فسعى فيها ابنه هاشم ين حرملة ، وإليه أشار الشاعر :
أحيا أباه هاشم بن حرملة . . . يوم الهباءتين ويوم اليعملة
ترى الملوك حوله مرعبلة . . . يقتل ذا الذنب ومن لا ذنب له
يوم قطن
فلما توافوا للصلح وقفت بنو عبس بقطن وأقبل حصين بن ضمضم فلقى تيجان أحد بني مخزوم بن مالك فقتله بأبيه ضمضم . وكان عنترة بن شداد العبسي قتله بذي المريقب ، فأشارت بنو عبس وحلفاؤهم بنو عبد الله بن غطفان وقالوا : لا نصالحكم

الصفحة 277