كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 278 """"""
ما بل البحر صوفة وقد غدرتم بنا غير مرة ، وتناهض الناس : عبس وذبيان ، فالتقوا بقطن يومئذ عمرو بن الأسلع عتبة ، ثم سفرت السفراء ، بينهم ، وأتى خارجة بن سنان أبا تيجان بابنه فدفعه إليه وقال : في هذا وفاء من ابنك فأخذه فكان عنده أياماً ثم حمل خارجة لأبي تيجان مائة بعير فأداها إليه واصطلحوا وتعاقدوا .
يوم غدير قلهى
قال أبو عبيدة : فاصطلح الحيان إلا بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان ، فإنهم أبوا ذلك وقالوا : لا نرضى حتى يودوا قتلانا أو يهدر دم من قتلها ، فخرجوا من قطن حتى وردوا غدير قلبي ، فسبقتهم بنو عبس إلى الماء فمنعوهم حتى كادوا يموتون عطشاً ، فأصلح بينهم عوف ومعقل ابنا سبيع من بني ثعلبة وإياهما يعني زهير بقوله :
تداركتما عبساً وذبيان بعدما . . . تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم
فوردوا حرباً وخرجوا عنه سلما . تم خبر داحس والغبراء .
يوم الرقم لغطفان على بني عامر
غزت بنو عامر فأغاروا على بلاد غطفان بالرقم - وهو ماء لبني مرة - وعلى بني عامر : عامر بن الطفيل - ويقال يزيد بن الصعق - فركب عتبة بن حصين في بني فزارة ، ويزيد بن سنان في بني مرة - ويقال الحارث بن عوف - فانهزمت بنو عامر ، فزعمت غطفان أنهم أصابوا من بني عامر يومئذ أربعة وثمانين رجلاً ، فدفعوهم إلى أهل بيت من أشجع ، كانت بنو عامر قد أصابوا فيهم ، فقتلوهم أجمعين .
وانهزم الحكم بن الطفيل في نفر من أصحابه ، فيهم خوات بن كعب حتى انتهوا إلى ماء يقال له : المرورات ، فقطع العطش أعناقهم فماتوا ، وخنق الحكم ابن الطفيل نفسه مخافة المثلة ، فقال في ذلك عروة بن الورد :
عجبت لهم إذ يخنقون نفوسهم . . . ومقتلهم تحت الوغى كان أعذرا

الصفحة 278