كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 281 """"""
الشماء ؟ قال : هي في بني سليم . قالت : ما أشبهها بهذه الفرس فقال : هذه والشماء غراء محجلة ، ثم اضطجع فلم يشعر حتى طعنه صخر ، قال : فثاروا وتناذروا ، وولى صخر وطلبته غطفان عامة يومها ، وعارض دونه أبو شجرة بن عبد العزي ، وكانت أمه خنساء أخت صخر ، صخر خاله ، فرد الخيل عنه أراح فرسه ونجا إلى قومه ، فقال خفاف بن ندبة لما قتل معاوية : قتلني الله إن برحت من مكاني حتى أثار به فشد على مالك سيد بني شمخ فقتله ، وقال صخر في قتله دريداً :
ولقد دفعت إلى دريد طعنة . . . نجلاء تزغل مثل غط المنخر
ولقد قتلتكم ثناء وموحداً . . . وتركت مرة مثل أمس الدابر
قال أبو عبيدة : وأما هاشم بن حرملة فإنه خرج منتجعاً فلقيه عمرو بن قيس الجشمي ، فتبعه وقال : هذا قاتل معاوية ، لا وألت نفس إن وأل ، فلما دنا منه أرسل عليه معبلة ففلق قحفه فقتله .
يوم ذات الإثل
قال أبو عبيدة : ثم غزا صخر بن عمرو بن الشريد بني أسد بن خزيمة فاكتسح إبلهم ، فأتى الصريخ بني أسد ، فركبوا حتى تلاحقوا بذات الأثل ، فاقتتلوا قتالاً شديداً ، فطعن ربيعة الأسدي صخرا في جنبه وفات القوم بالغنيمة ، ومرض صخر من الطعنة قريباً من الحول حتى مله أهله ، فسمع امرأة من جاراته تسال سلمى امرأته : كيف بعلك ؟ قالت : لا حي فيرجى ، ولا مبت فينسى ، لقد لقينا منه الأمرين وكانت أمه إذا سئلت عنه تقول : أرجو له العافية إن شاء الله فقال في ذلك :
أرى أم صخر لا تمل عيادتي . . . وملت سلمى مضجعي ومكاني
فأي امرئ ساوى بأم حليلة . . . فلا عاش إلا في أذى وهوان
وما كنت أخشى أن أكون جنازة . . . عليك ومن يغتر بالحدثان

الصفحة 281