كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 283 """"""
يوم الظعينة بين دريد بن الصمة وربيعة بن مكدم
قال أبو حاتم عن أبي عبيدة قال : خرج دريد بن الصمة في فوارس من بني جشم حتى إذا كانوا في واد يقال له : الأخرم ، وهم يريدون الغارة على بني كنانة ، إذ رفع له رجل في ناحية الوادي ومعه ظعينة ، فلما نظر إليه قال لفارس من أصحابه : صح به : خل الظعينة وانج بنفسك ، فانتهى إليه الفارس ، فصاح به وألح عليه ، فألقى زمام الراحلة وقال للظعينة :
سيري على رسلك سير الآمن . . . سير رداح ذات جأش ساكن
إن انثنائي دون قرني شاءني . . . أبلى بلائي واخبري وعايتي
ثم حمل عليه فصرعه واخذ فرسه وأعطاه للظعينة ، فبعث دريد فارساً آخر لينظر ما صنع صاحبه ، فلما انتهى إليه ورآه صريعاً صاح به فتصام عنه ، فظن أنه لم يسمع ، فغشيه ، فألقى زمام الراحلة إلى الظعينة ورجع وهو يقول :
خل سبيل الحرة المنيعة . . . إنك لاق دونها ربيعه
في كفه خطية مطيعه . . . أو لا فخذها طعنة سريعه
والطن من في الوغى شريعة ثم حمل عليه فصرعه ، فلما أبطأ على دريد بعث فارساً ثالثاً لينظر ما صنعا ، فلما انتهى إليهما رآهما صريعين ونظر إليه يقود ظعينته ويجر رمحه ، فقال له : خل سبيل الظعينة ، فقال للظعينة : اقصدي قصد البيوت ، ثم أقبل عليه فقال :
ما ذا تريد من شتيم عابس . . . ألم تر الفارس بعد الفارس
أرداهما عامل رمح يابس

الصفحة 283