كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 285 """"""
قال : فما فعل ؟ قالوا : قلته بنو سليم قال : فما فعلت الظعينة ؟ قالت المرأة : أنا هيه ، وأنا امرأته ، فحبسه القوم وآمروا أنفسهم ، فقال بعضهم ، لا ينبغي لدريد أن تكفر نعمته على صاحبنا وقال آخرون : والله لا يخرج من أيدينا إلا برضا المخارق الذي أسره ، فانبعثت المرأة في الليل . وهي ريطة أنت جذل الطعان ، تقول :
سنجزي دريداً عن ربيعة نعمة . . . وكل امرئ يجزي بما كان قدما
فإن كان خيراً كان خيراً جزاؤه . . . وإن كان شراً كان شراً مدمما
سنجزيه نعمي لم تكن بصغيرة . . . بإعطائه الرمح الطويل المقوما
فقد أدركت كفاه فينا جزاءه . . . وأهل بأن يجزي الذي كان أنعما
فلا تكفروه حق نعماه فيكم . . . ولا تركبوا تلك التي تملأ القما
فلو كان حياً لم يضق بثوابه . . . ذراعاً غنياً كان أو كان معدم
ففكوا دريداً من إسار مخارق . . . ولا تجعلوا البؤسى إلى الشر سئما
فلما أصبحوا أطلقوه ، فسكته وجهزته ولحق بقومه ، فلم يزل كافاً عن غزو بني فراس حتى هلك .
يوم الصلعاء لهوازن على غطفان
قال : فلما كان في العام المقبل غزاهم دريد بن الصمة بالصلعاء ، فخرجت إليه غطفان فقال دريد لصاحبه : ما ترى ؟ قال : أرى خيلاً عليها رجال كأنهم الصبيان ، أنتها عند آذان خيلها . قال : هذه فزارة ، ثم قال : أنظر ما ترى ؟ قال : أرى قوماً كأن عليهم ثياباً غمست في لجاب المعزى ، قال : هذه أشجع ، قم قال : انظر ما ترى ؟ قال : أرى قوماً يجرون رماحهم سوداً ، يخدون الأرض بأقدامهم ، قال : هذه

الصفحة 285