كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 290 """"""
قال : فآتاهم الرسول فأبلغهم ، فقال بنو عمرو بن تميم : ما نعرف هذا الكلام ، ولقد جن الأعور ، والله ما نعرف له ناقة عيساء ، ولا جملا أحمر فشخص الرسول ، ثم ناداهم هذيل ، يا بني العنبر ، قد بين لكم صاحبكم ، وأما الرمل الذي قبض عليه فإنه يخبركم أنه أتاكم عدد لا يحصى ، وأما الشمس التي أومأ إليها فإنه يقول : إن ذلك أوضح من الشمس ، وأما جمله الأحمر فهو الصمان : يأمركم أن تعروه ، وأما ناقته العيساء فهي الدهناء ، يأمركم أن تتحرزوا فيها ، وأما أبناء مالك فإنه يأمركم أن تنذروا بني مالك بن زيد مناة ، وأن تمسكوا الحلف بينكم وبينهم ، وأما العوسج الذي اورق ، فيخبركم أن القوم قد لبسوا السلاح ، وأما تشكى النساء فيخبركم إنهن قد عملن حجلا يغزون يه .
قال : فتحرزت عمرو فركبت الدهناء وانذروا بني مالك فقالوا : ما ندري ما تقول بنو عمرو ، ولسنا متحولين لما قال صاحبهم . قال : فصبحت اللهازم بني حنظلة فوجدوا عمرا قد جلت ، وكان على الجيش أبجر بن جابر العجلي ، وشهدها ناس من بني تيم اللات ، وشهدها الفرز بن الأسود ين شريك في بني شيبان ، فاقتتلوا ، فأسر ضرار بن القعقاع بن زرارة ، وتنازع في أسره بشر بن العوراء من تيم اللات ، والفرز بن الأسود فجزوا ناصيته وخلوا أسره من تحت الليل ، وأسر عمرو بن قيس من بني ربيعة بن عشجل بن المأموم بن شيبان بن علقمة من بني زرارة ، ثم من عليه ، وأسرت غمامة بنت الطود بن عبيد بن زرارة ، واشترك في أسرها الخطيم بن هلال ، وظربان بن زياد ، وقيس بن خليد ، فردوها إلى أهلها ، وأسر حنظلة بن المأموم بن شيبان بن علقمة ، أسره طلبة بن زياد أحد بني ربيعة بن عجل ، وأسر حوثرة بن بدر من بني عبد الله بن دارم ، فلم يزل في الوثاق حتى قال أبياتاً يمدح فيها بني عجل فأطلقوه ، وأسر نعيم بن القعقاع بن معبد بن زرارة ، وعمرو بن ناشب ، وأسر سنان بن عمرو أحد بني سلامة من بني دارم ، وأسر حاضر بن ضمرة ، وأسر الهيثم بن صعصعة ، وهرب عوف بن القعقاع عن إخوته ، وقتل حكيم النهشلي ، وكان يقاتل ويرتجز :
كل امرئ مصبح في أهله . . . والموت أدنى من شراك نعله
وفيه يقول عنترة :
وغادرنا حكيماً في مجال . . . صريعاً قد سلبناه الإزارا

الصفحة 290