كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 291 """"""
يوم النباح وثيتل لبكر على تميم
قال أبو عبيدة معمر بن المثنى : غدا قيس بن عاصم في مقاعس وهو رئيس عليها - ومقاعس هم : صريم ، وربيع ، وعبيد ، بنو الحارث بن عمرو بن كعب ابن سعد بن زيد مناة بن تميم - ومعه سلامة بن ظرب بن نمر الحماني في الأجارب وهم : حمان ، وربيعة ، ومالك ، والأعرج ، بنو كعب بن سعد ابن زيد مناة بن تميم ، فغزوا بكر بن وائل فوجدوا بني ذهل بن ثعلبة بن عكابة ، واللهازم وهم : بنو قيس وتيم اللات بن ثعلبة ، وعجل بن لجيم ، وعننرة بن أسد ابن ربيعة بالنباح وثيتل ، وبينها روحة ، فتنازع قيس بن عاصم وسلامة بن ظرب في الإغارة ، ثم اتفقا على أن يغير قيس على أهل النباح ، ويغير سلامة على أهل ثيتل . قال : فبعث قيس بن عاصم الأهتم سبقة له - والسبقة : الطليعة - فأتاه الخير فلما اصبح قيس سقى خيله ، ثم أطلق أفواه الروايا وقال لقومه : قاتلوا فإن الموت بين أيديكم ، والفلاة من ورائكم . فلما دنوا من القوم صبحا سمعوا ساقياً يقول لصاحبه : يا قيس ، أورد ، فتفاءلوا به ، فأغاروا على النباح قبل الصبح ، فقاتلوهم قتالاً شديداً ، ثم إن بكرا انهزمت ، فأسر الأهتم حمران بن بشر بن عمرو ابن مرثد ، وأصابوا غنائم كثيرة ، فقال قيس لأصحابه : لا مقام دون الثيتل ، فالنجاة ، فأتوا ثيتل ولم يغزوا سلامة وأصحابه بعد ، فأغار عليهم قيس بن عاصم ، فقاتلوه ثم انهزموا ، فأصاب إبلاً كثيرة ، فقال ربيعة بن طريف :
فلا يبعدنك الله قيس بن عاصم . . . فأنت لنا عز عزيز وموئل
وأنت الذي حربت بكر بن وائل . . . وقد عضلت منها النباح وثيتل
غداة دعت يا آلا شيبان إذ رأت . . . كراديس يزجيهن ورد محجل
وقال قرة بن قيس بن عاصم :
أنا ابن الذي شق المزاد وقد رأى . . . بتثيل أحياء اللهازم حضرا

الصفحة 291