كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 293 """"""
عميرة يزورها فقال لها : إني لأرجو أن آتيك ببنت النطف امرأة عميرة التي في قومها ، فقال له عميرة : أترضى أن تحاربني وتسبيني ؛ فندم أبجر وقال لعميرة : ما كنت لأغزو قومك ، ثم غزا أبجر والحوفزان متساندين ، هذا فيمن تبعه من بني شيبان ، وهذا فيمن تبعه من اللهازم ، وساروا بعميرة معهم قد وكل به أبجر أخاه حرقصة بن جابر ، فقال له عميرة : لو رجعت إلى أهلي فاحتملتهم ، فقال حرقصة : افعل ، فكر عميرة على ناقته ، فسار يومين وليلة ، أتى بني يربوع ، فأنذرهم الجيش ، فاجتمعوا حتى التقوا بأسفل ذي طلوح ، فكان أول فارس طلع عليهم عميرة ، فنادى : يا أبجر ، هلم فقال من أنت ؟ قال : أنا عميرة ، فكذبه ، فسفر عن وجهه ، فعرفه ، فأقبل إليه ، والتفت الخيل بالخيل ، فأسر الجيش إلا أقلهم ، وأسر حنظلة ابن بشر بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم - وكان في بني يربوع - الحوفزان بن شريك ، أخذه معه أبو مليل ، وأخذ ابن طارق سوادة بن يحيى ابن عم أبجر ، وأخذ أبو عنمة الضبي الشاعر مع بني شيبان ، فافتكه متمم بن نويرة ، وأسر شريك بن الحوفزان ، وأسود وفلحس ، وهما من بني سعد بن همام فقال جريريذ كريوم ذي طلوح :
ولما لقينا خيل أبجر تدعى . . . بدعوى لجيم قبل ميل العواتق
صبرنا وكان الصبر منا سجية . . . بأسيافنا تحت الظلال الخوافق
فلا رأوا أن لا هوادة عندنا . . . دعوا بعد كرب يا عمير بن طارق
يوم الحائر وهو يوم ملهم لبني يربوع على بني بكر
وذلك أن بني مليل عبد الله بن الحارث بن عاصم بن عبيد ، وعلقمة أخاه انطلقا يطلبان لهما حتى وردا ملهم من أرض اليمامة ، فخرج عليهما نفر من بني يشكر ، فقتلوا علقمة وأخذوا أبا مليل ، فكان عندهم ما شاء الله ثم خلوا سبيله ، وأخذوا عليه عهداً وميثاقاً ألا يخبر بأمر أخيه أحداً ، فأتى قومه فسألوه عنه فلم يخبرهم ، فقال

الصفحة 293