كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 295 """"""
همو قتلوا المجبة وابن تيم . . . تنوح عليهما سود المآل
وهم قتلوا عميد بني فراس . . . برأس العين في الحجج الخوالي
وذادوا يوم طفخة عن حماهم . . . ذياد غرائب الإبل النهال
يوم العظالي لبني يربوع على بكر
قال أبو عبيدة : وهو يوم أعشاش ويوم الأفاقة ويوم الإياد ويوم مليحة . قال : وكانت بكر بن وائل تحت يد كسرى وفارس ، فكانوا يجيرونهم ويجهزونهم ، فأقبلوا من عند عامل عين التمر في ثلثمائة فارس متساندين ، يتوقعون انحدار بني يربوع في الحزن - قال : وكانوا يشتون خفافاً فإذا انقطع الشتاء انحدروا إلى الحزن - قال : فاحتمل بنو عتيبة وبنو عبيد وبنو زبيد من بني سليط ، أول الحي ، حتى أسهلوا ببطن مليحة ، فطلعت بنو زبيد في الحزن حتى حلوا الحديقة بالأفاقة ، وحلت بنو عبيد وبنو عتيبة بروضة الثمد . قال : وأقبل الجيش حتى نزلوا هضبة الخصى ، ثم بعثوا رئيسهم فصادفوا غلاماً شاباً من بني عبيد يقال له قرط بن أضبط ، فعرفه بسطام فقال له : أخبرني ما ذاك السواد الذي أرى بالحديقة ؟ قال : هم بنو زبيد .
قال : أسيد بن حناءة ؟ قال : نعم قال : كم هم ؟ قال : خمسون بيتاً ، قال : فأين بنو عتيبة وبنو أريم ؟ قال : نزلوا روضة الثمد . قال : فأين سائر الناس ؟ قال هم محتجزون بجفاف . قال : فمن هناك من بني عاصم ؟ قال : الأحيمر وقعنب ومعدان أبناء عصمة . قال : فمن فيهم من بني الحارث بن عاصم ؟ قال : حصين ابن عبد الله . فقال بسطام لأصحابه : أطيعوني تقبضوا على هذا الحي من زبيد ، وتصبحوا سالمين غانمين . قالوا : وما يغني عنا بنو زبيد لا يودون رحلتنا . قال : إن السلامة إحدى الغنيمتين . فقال له مغروق : انتفخ سحرك يا أخا الصهباء ، قال له هانئ : أجبنا . قال : ويلكم إن أسيداً لم يظله بيت قط شاتيا ولا قائظا ، إنما بيته القفر ، فإذا أحس بكم أحال على الشقراء ، فركض حتى يشرف مليحة ، فينادي : يا آل يربوع فيركب فيلقاكم

الصفحة 295