كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 296 """"""
طعن ينسيكم الغنيمة ، ولا يبصر أحدكم مصرع صاحبه ، وقد جئتموني وأنا تابعكم ، وقد أخبرتكم ما أنتم لاقون غداً .
فقالوا : نلتقط بني زبيد ، ثم نلتقط بني عبيد وبني عتيبة كما نلتقط الكمأة ، ونبعث فارسين فيكونان بطريق أسيد ، فيحولان بينه وبين بني يربوع ، ففعلوا . فلما أحس بهم أسيد ركب الشقراء وخرج نحو بنى يربوع ، فابتدره الفارسان فطعنه أحدهما فألقى نفسه في شق فأخطأه ، ثم كرر راجعاً حتى أشرف مليحة ، فنادى : يا صباحاه يا آل يربوع ، غشيتم فتلاحقت الخيل حتى توافوا بالعظالى ، فاقتتلوا ، فكانت الدائرة على بكر ، قتل منهم مغروق بن عمرو ، فدفن بثينة مغروق ، وبه سميت ، وغيره . وأما بسطام فألح عليه فارس من بني يربوع ، وكان دارعاً على ذات النسوع ، وكانت إذا أجدت لم يتعلق بها شيء من خيلهم ، ففاقت الطلب حتى أتى قومه .
يوم الغبيط لبني يربوع على بكر
ويقال له يوم الثعالب . قال : غزا بسطام بن قيس ، ومغروق بن عمرو ، والحارث بن شريك - وهو الحوفزان - بلاد بني تميم ، وهذا اليوم قبل يوم العظالي ، فأغاروا على بني ثعلبة بن يربوع ، وثعلبة بن سعد بن ضبة ، وثعلبة بن عدي ابن فزارة ، وثعلبة بن سعد بن ذبيان ، فلذلك قيل له يوم الثعالب . وكان هؤلاء جميعاً متجاورين بصحراء فلج فاقتتلوا ، فانهزمت الثعالب ، فأصابوا فيهم واستاقوا إبلاً من نعمهم ، ولم يشهد عتيبة بن الحارث بن شهاب هذه الوقعة لأنه كان نازلاً يومئذ في بني مالك بن حنظلة . قال : ثم أسروا على بني مالك ، وهم بين صحراء فلج بين الغبيط ، فاكتسحوا إبلهم ، فوكبت عليهم بنو مالك ، فيهم عتيبة بن الحارث ابن شهاب ، ومعه فارسان من فرسان بني يربوع وتأنف إليهم الأحيمر بن عبد الله ، وأسيد بن

الصفحة 296