كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 298 """"""
الماء ، فقبلوا ذلك منهم وأجازوهم ، فلما أتى الصريح بني سعد ، ركب قيس ابن عاصم في أثر القوم حتى أدركهم بالأشمين ، فالح قيس على الحوفزان ، وقد حمل الزرقاء رديفاً على فرسه الزبد ، وعقد شعرها على صدره ، فاخذ قيس بن عاصم بحيث يكلم الحوفزان ، فقال له قيس : يا أبا حماد ، أنا خير لك من الفلاة والعطش ، قال له : ما يشاء الزبد . فلما رأى قيس أن فرسه لا يلحفه نادى الزرقاء فقال : ميلي به يا جعار ، فجزا الحوفران قورنها بالسيف ودفعها بمرفقه وألقاها عن عجز فرسه فردها قيس بن عاصم إلى بني ربيع .
يوم سفوان
قال أبو عبيدة : التقت بنو ما زن وبنو شيبان على ماء يقال سفوان ، فزعمت بنو شيبان أنه لهم ، وأرادوا أن يجلوا تميماً عنه ، فاقتتلوا قتالاً شديداً ، فظهرت عليهم بنو تميم وشلوهم حتى بلغوا المحدث ، وكانوا قبل ذلك يتوعدون بني مازن ، فقال في ذلك الوداك المازني :
رويداً بني شيبان بعض وعيدكم . . . تلاقوا غدا خيلي على سفوان
تلاقوا جياداً لا تحيد عن الوغى . . . إذا الخيل جالت في القنا المتداني
عليها الكماة الغر من آل مازن . . . ليوث طعان كل يوم طعان
تلاقوهم فتعرفوا كيف صبرهم . . . على ما جنت فيهم يد الحدثان
مقاديم وصالون في الروع خطوهم . . . بكل رقيق الشفرتين يمان
إذا استنجدوا لم يسألوا من دعاهم . . . لأية حرب أم لأي مكان
يوم نقا الحسن وهو يوم الشقيقة لبني ضبة على بني شيبان
فيه قتل بسطام . قال أبو عبيدة : غزا بسطام بن قيس بن مسعود بن قيس ابن خالد - وقيس بن مسعود هو ذو الجدين ، وأخوه السليل بن قيس من بني ضبة ابن أد بن طابخة - فأغار على ألف بعير لمالك بن المنتفق فيها فحلها قد فقأ عينه ، وكان

الصفحة 298