كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 300 """"""
فأخبرت بكر بقولهم الأصم فقال : وأنا زويركم إن خشوهما فخشوني ، وإن عقروهما فاعقروني ، قال : والتقى القوم فاقتتلوا قتالاً شديداً . فأسرت بنو تميم حراث بن مالك أخا بني مرة بن همام . فركض به رجل منهم وقد أردفه ، فاتبعه ابنه قتادة بن حراث حتى لحق الفارس الذي أسر أباه ، فطعنه فأرداه عن فرسه ، واستنقذ أباه ، ثم انهزمت بنو تميم . وقال رجل من بني سدوس :
يا سلم إن تسألي عنا فلا كشف . . . عند اللقاء ولسنا بالمقاريب
نحن الذين هزمنا يوم صبحنا . . . جيش الزورين في جمع الأحاليف
ظلوا وظلنا نكر الخيل وسطهم . . . بالشيب منا وبالمرد الغطاريف
يوم الشيطين لبكر على تميم
قال أبو عبيدة : لما ظهر الإسلام - قبل أن يسلم أهل نجد والعراق - سارت بكر بن وائل إلى السواد وقالت : نغير على بني تميم بالشيطين ، فإن في دين ابن عبد المطلب أنه من قتل نفساً قتل بها ، فنغير هذه الغارة ثم نسلم عليها .
فارتحلوا من لعلع بالذراري والأموال ، فأتوا الشيطين في أربع ، وبينهما مسيرة ثمانية أميال فسبقوا الخبر فصبحوهم وهم لا يشعرون ، ورئيسهم يومئذ بشر بن مسعود بن قيس بن خالد ذي الحدين ، فقتلوا بني تميم قتلاً ذريعاً وأخذوا أموالهم . قال : قتل من بني تميم يوم الشيطين ولعلع ستمائة رجل ، قال : فوفد وفد من بني تميم إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقالوا : ادع الله على بكر بن وائل فأبى ( صلى الله عليه وسلم ) .
يوم صعفوق لبكر على تميم
أغارت بنو ربيعة على بني سليط بن يربوع يوم صعفوق ، فأصابوا منهم أسرى ، فأتى طريف بن تميم العنبري فروة بن مسعود ، وهو يومئذ سيد بني ربيعة ، ففدي منهم أسرى بني سليط ورهنهم ابنه ، فأبطأ عليهم فقتلوا ابنه .

الصفحة 300