كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 301 """"""
يوم مبايض لبكر على تميم
قال أبو عبيدة : كانت الفرسان إذا كانت أيام عكاظ في الشهر الحرام ، وأمن بعضهم بعضاً ، تقنعوا كي لا يعرفوا ، فكان طريف بن تميم لا يتقنع ، فوافى عكاظ وقد كشفت بكر بن وائل ، وكان طريف قد قتل شراحيل الشيباني أحد بني عمرو بن ربيعة ، فقال خميصة : أروني طريفاً ، فأروه إياه ، فتأمله ونظر إليه ، ففطن له طريف فقال : مالك تنظر ؟ فقال : أتوسمك لأعرفك ، فلله علي إن لقيتك أن أقتلك أو تقتلني . قال : فمضى لذلك ما شاء الله ، ثم إن بني عائدة حلفاء بني ربيعة بن ذهل ، خرج منهم رجلان يصيدان ، فعرض لهما رجل من بني شيبان ، فذعر عليهما صيدهما ، فوثبا عليه فقتلاه ، فثارت بنو مرة بن ذهل بن شيبان يريدون قتلهما ، فأبت بنو ربيعة ذلك عليهم ، فقال هانئ بن مسعود : يا بني ربيعة ، إن إخوتكم قد أرادوا ظلمكم فانحازوا عنهم ، ففارقوهم ، وساروا حتى نزلوا بمبايض : - ماء لهم - فأبق عبد لرجل من بني ربيعة ، وسار إلى بلاد تميم ، فأخبرهم أن حياً جديداً ، أي منتقى من قومه ، من بكر بن وائل نزول على مبايض وهم بنو ربيعة ، فقال طريف العنبري : هؤلاء فأرى ياآل تميم ، وأقبل معه أبو الجدعاء أخو بني طهية ، وجاءه فدكى بن أعبد المنقري في جمع من بني سعد بن زيد مناة ، فأنذرت بهم بنو ربيعة ؛ فانحاز بهم هانئ بن مسعود ، وهو رئيسهم إلى علم مبايض ، وأقام عليه وشرفوا بالأموال والسرح ، وصبحتهم تميم ، فقال لهم طريف : أطيعوني وافرغوا من هؤلاء الأكلب يصف لكم ما وراءهم ، فقال لهم أبو الجدعاء - رئيس حنظلة - وفدكي - رئيس بني سعد بن زيد مناة : أنقاتل أكليا أحرزوا أنفسهم ونترك أموالهم ؟ ما هذا برأي وأبوا عليه . وقال هانئ لأصحابه : لا يقاتل رجل منكم ، ولحقت تميم بالنعم والبغال فأغاروا عليها ، فلما ملأوا أيديهم من الغنيمة قال هانئ بن مسعود لأصحابه : احملوا عليهم ، فهزموهم . وقتل طريف العنبري ، قتله خميصة الشيباني .

الصفحة 301