كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 304 """"""
وبها يضرب المثل في التشاؤم ، فيقال : أشأم من السراب وأشأم من البسوس وهي معقولة بفناء بيتها في جوار جساس بن مرة ، فمرت بها إبل لكليب ، فلما رأت السراب الإبل تازعث عقالها حتى قطعته ، وتبعت فلما رآها أنكرها ، فانترعها بسهم فحرم ضرعها ، فنفرت وهي ترغو ، فلما رأتها البسوس قذفت خمارها عن رأسها وصاحت : واذلاه واجاراه .
ذكر مقتل كليب وائل
قال : فأجمشت جساساً ، فركب فرساً له مغروراً به ، وتبعه عمرو بن الحارث ابن ذهل بن شيبان على فرسه ، ومعه رمحه ، حتى دخلا على كليب الحمى ، فطعنه جساس فقصم صلبه ، وطعنه عمرو بن الحارث من خلفه فقطع قطنة ، فوقع كليب وهو يفحص برجله وقال لجساس : أغثني بشربة من ماء ، فقال له : تجاوزت شبيثاً والأحص ، ففي ذلك يقول عمرو بن الأهتم :
وإن كليباً كان يظلم قومه . . . فأدركه مثل الذي تريان
فلما حشاه الرمح كف ابن عمه . . . تذكر ظلم الأهل أي أوان
وقال لجساس أغثني بشربة . . . وإلا فخير من رأيت مكاني
فقال تجاوزت الأحص وماءه . . . وبطن شبيث وهو غير زؤان
وقال نابغة بني جعد :
أبلغ عقالاً أن خطة داحس . . . بكفيك فاستأخر لها أو تقدم
كليب لعمري كان أكثر ناصراً . . . وأيسر ذنباً منك ضرج بالدم
رمى ضرع ناب فاستمر بطعنة . . . كحاشية البرد اليماني المسهم
وقال لجساس أغثني بشربة . . . تدارك بها منا علي وانعم
فقال تجاوزت الاحص وماءه . . . وبطن شبيث وهو ذو متوسم

الصفحة 304