كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 306 """"""
وقال أيضاً يرثيه من أخرى :
نعى النعاة كليباً لي فقلت لهم . . . مالت بنا الأرض أو زالت رواسيها
القائد الخيل تردى في أعنتها . . . زهواً إذا الخيل لجت في تعاديها
من خيل تغلب ما تلقى أسنتها . . . إلا وقد خضبوها من أعاديها
يهزهزون من الخطى مدمجة . . . كمناً أنابيبها زرقاً عواليها
ترى الرماح بأيدينا فتوردها . . . بيضاً ونصدرها حمراً أعاليها
لا أصلح الله يوماً من يصالحكم . . . ما لاحت الشمس في أعلى مجاريها
يوم النهي
فالتقوا بماء يقال له : النهي ، كانت بنو شيبان نازلة عليه ، ورئيس تغلب المهلهل ، ورئيس شيبان الحارث بن مرة ، فكانت الدائرة لبني تغلب ، ولم يقتل في ذلك اليوم أحد من بني مرة .
يوم الذنائب
ثم التقوا بالذنائب ، وهي أعظم وقعة كانت لهم ، فظفرت بنو تغلب وقتل من بكر مقتلة عظيمة ، وفيه قتل شراحيل بن مرة بن همام بن مرة بن شيبان ، وهو جد الحوفزان ، قتله عتاب بن سعد بن زهير بن جشم ، وقتل من بني ذهل بن ثعلبة عمرو بن سدوس بن شيبان ، وقتل من بني قيس بن ثعلبة سعد بن ضبيعة بن قيس وتيم بن قيس بن ثعلبة ، وهو أحد الحرقيين ، وكان شيخاً كبيراً ، فحمل في هودج ، فلحقه عمرو بن مالك بن الفدوكس بن جشم فقتله .
يوم واردات
ثم التقوا يوم واردات وعليهم رؤساؤهم الذين تقدم ذكرهم ، فظفرت بنو تغلب ، واستحر القتل في بني بكر ، فيومئذ قال الشعثمان : شعثم وعبد شمس ابنا معاوية بن عامر بن ذهل بن ثعلبة وسيار بن الحارث بن سيار ، وفيه قتل همام ابن مرة أخو جساس لأبويه ، فمر به مهلهل مقتولاً فقال : والله ما قتل بعد كليب قتيل أعز علي فقداً منك يوم عنيزة .

الصفحة 306