كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 307 """"""
يوم عنيزة
ثم التقوا بعنيزة ، فظفرت بنو تغلب ، ثم كانت بينهم معاودة ووقائع كثيرة كل ذلك كانت الدائرة فيها لبني اغلب على بني بكر ، فمنها يوم الحنو ، ويوم عويرضات ، ويوم أنين ، ويوم ضرية ، ويوم القمصيبات ، كلها لتغلب على بكر ، أصيبت فيها بكر حتى ظنوا أن لن يستقبلوا أمرهم .
وقال المهلهل يصف هذه الأيام وينعاها على بكر في قصيدة طويلة أولها :
أليلتنا بذي حسم أنيري . . . إذا أنت انقضيت فلا تحوري
فإن يك بالذئائب طال ليلي . . . فقد أبكى من الليل القصير
فلو نبش المقابر عن كليب . . . لأخبر بالذئائب أي زير
وإني قد تركت بواردات . . . بجيراً في دم مثل العبير
هتكت به بيوت بني عباد . . . وبعض القتل أشفى للصدور
على أن ليس عدلاً من كليب . . . إذا برزت مخبأة الخدور
وقال المهلهل أيضاً وقد أشرف في الدماء :
أكثرت قتل بني بكر بربهم . . . حتى بكيت وما يبكي لهم أحد
آليت بالله لا أرضى بقتلهم . . . حتى أبهرج بكراً أينما وجدوا
أبهرج : أي أدعهم بهرجاً ، لا يقتل بهم قتيل ، ولا تؤخذ بهم دية .
وقال أيضاً :
قتلوا كليباً ثم قالوا أربعون . . . كذبوا ورب الحل والإحرام
حتى تبيد قبيلة وقبيلة . . . ويعض كل مثقف بالهام
ويقمن ربات الخدور حواسراً . . . يمسحن عرض ذوائب الأيتام
حتى يعض الشيخ بعد حميمه . . . مما يرى ندماً إلى الإبهام

الصفحة 307